حثت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، الولاياتالمتحدة على عدم التخلي عن اللاجئين السوريين بعد الهجمات الإرهابية التي وقعت في العاصمة الفرنسية باريس. وذكرت الصحيفة -في سياق مقال افتتاحي أوردته اليوم الثلاثاء على موقعها الإلكتروني- أن هجمات باريس أحدثت تغييرًا في النقاش حول سوريا، غير أن الحسابات الإنسانية المتعلقة باللاجئين الذين خرجوا من منازلهم وتعرضوا للضرب والتعذيب والاغتصاب لم تتغير، مؤكدة أن الضرورة الإنسانية طاغية، فنصف السوريين أصبحوا من النازحين، وقتل أكثر من ربع مليون شخص، وبالتالي لا يوجد أي عذر للتقاعس والتخلي عنهم. وقالت الصحيفة الأمريكية إنه على خلفية ما حدث في باريس، فضلًا عن بيروت وبغداد، يكون رد الفعل الفطري هو محاولة إغلاق حدود الولاياتالمتحدة أمام العالم، وفي الواقع، تجاهل المأزق الذي يعاني منه أشخاص يجب على أمريكا أن تساعدهم، مشيرة إلى أن 13 من حكام الولاياتالأمريكية على الأقل -معظمهم من الجمهوريين- أعلنوا أنهم سيغلقون حدود ولاياتهم أمام اللاجئين السوريين، بحجة أن أحد منفذي تفجيرات باريس دخل أوروبا فيما يبدو عبر اليونان، وهو نفس الطريق الذي يسلكه آلاف اللاجئين السوريين الفارين من الحرب في بلادهم. وأضافت أنه إذا تمكن إرهابي من استغلال استعداد أوروبا لقبول لاجئين، فإن الأمر مختلف بالنسبة للولايات المتحدة، فأوروبا مكتظة باللاجئين السوريين الذين يسعون كلهم تقريبا ببساطة للبقاء على قيد الحياة، لكن أمريكا على عكس ذلك لا تعدو اكثر من كونها مجرد لاعب ثانوي في أزمة اللاجئين، وهو أمر يعود في جزء منه إلى إصرارها على عملية الفحص والتدقيق طويلة الأمد. وأوضحت "واشنطن بوست" أن الأممالمتحدة تفحص اللاجئين بعناية ثم تحيلهم إلى السلطات الأمريكية التي تعمل بدورها مع وزارة الأمن الداخلي ومسؤولي المخابرات للتدقيق في خلفية اللاجئين وإجراء حوارات معهم، لافتة إلى أن كل خطوة في عملية التحري تلك تقلل الخطر. وأشارت إلى أن عملية التدقيق تلك أدخلت أقل من ألفي لاجئ سوري إلى الولاياتالمتحدة، وتركز خطة الرئيس الأمريكي باراك أوباما على إدخال 10 آلاف لاجئ فقط العام المقبل، مؤكدة أن قبول اللاجئين المسيحيين فقط سيضر بسمعة الولاياتالمتحدة ويخون فكرة التزام الأمريكيين بالولاء المشترك للقوانين وليس العقائد، وستفوق هذه التأثيرات بكثير المكاسب الأمنية الهزيلة التي من شأن هذا التوجه أن يوفرها.