على ما يبدو فإن مقولة تخفيض الوزن أفضل من اللياقة البدنية تجتذب شعبية لدى الكثيرين طبقا للأطباء الذين يؤكدون أن ذلك يساعد مرضى السكر ومرضى دهون الكبد. ويبقى السؤال الأهم أيهما أفضل اللياقة البدنية مع السمنة أم تخفيض الوزن مع قلة الحركة؟ طبقا لصحيفة " ديلى ميل" البريطانية فإن الدراسات تظهر أن الأشخاص ذوي اللياقة الذين يعانون من السمنة يعيشون نفس أعمار الأشخاص الأكثر نحافة ذوي اللياقة العالية. ويقول أطباء من جامعة ميتشيجن أن التركيز على خفض الوزن أفضل من التركيز على اللياقة البدنية، ويمكن لخفض الوزن أن يساعد في أمراض السكر ودهون الكبد أكثر من ممارسة الرياضة. ويرى بعض الباحثين أن السمنة لا تؤثر على الصحة طالما أن القلب والرئة بحالة جيدة. وقد ثبت أن ممارسة التمرينات ليست وحدها فعالة في خفض الوزن، فخفض الوزن يأتي من تقليل الطعام وإن كانت التمرينات عاملا أيضا. ويثني الأطباء كذلك على الأشخاض الذين يعانون من السمنة ويقومون بالمشي لربع ساعة يوميا، ولكنهم يؤكدون أيضا أنه من ناحية صحة الجسم فإن السمنة تؤثر بشكل أكبر من اللياقة البدنية، وترتبط السمنة باللياقة لأنها قد تجعل من التمرين أمرا شاقا. وتنظر الكثير من الدراسات للياقة والسمنة كأمرين مختلفين فأحدهما يدرس صحة القلب والرئتين بينما تدرس الأخرى علاقة الطول بالوزن إلا أن الاثنين يتعلقان بالوزن. ويستغرب الكثيرون مما يعتبر وزنا مثاليا، فالشخص البالغ طوله 170 سم يحتاج أن يكون وزنه 73 كيلو جرام. وإذا كان وزن هذا الشخص 86 كيلو فإنه يعتبر سمينا ويعتبر بالتالي غير لائق بدنيا. وهناك من الأشخاص أصحاب السمنة من يجرون كل يوم وهناك من الأشخاص النحاف من لا يستطيعون الجري ميلا واحدا حتى من أجل النجاة بحياتهم. وقد يعتبر شخصا ذا كتلة عضلية كبيرة سمينا حسب وزنه لأن العضلات تزن أكثر من الدهون، وهذا استثناء وليس قاعدة لأنها قليل الحدوث. وتصعب التمارين الرياضية على الأشخاض أصحاب السمنة بسبب أحجامهم وقلة الحركة وآلام المفاصل ولأنهم يحتاجون أكسجين بشكل أكبر من الأشخاص الطبيعين لنفس التمرين. ويقول بعض المصابين بالسمنة ان المشي قد يكون أمرا شاقا مما يصعب وصولهم للياقة المطلوبة. وبينما تزداد معدلات الوفيات في الأشخاص الأعلى وزنا إلا أن هذه ليست المشكلة الوحيدة فالسمنة تكون بداية الكثير من المشاكل الصحية التي قد تتطلب الحقن اليومية والأقراص أو الجراحة. بينما تحسن التمارين الرياضية الصحة إلا أنها لن تشكل فارقا كبيرا للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري أو دهون الكبد، فى الوقت الذى يكون يعالج تخفيض الوزن تلك الحالات. والأثار الصحية ليست كل ما يؤرق الأشخاص الذين يعانون من السمنة فبعضهم لا يستطيعون تنظيف أنفسهم أو اللعب مع أبنائهم. ولن تساعد التمارين الرياضية وحدها هؤلاء فلا بد معها من أكل الطعام الصحي وخسارة الوزن بشكل أهم.