قالت صحيفة واشنطن بوست" الامريكية اليوم إن مسؤولين إيرانيين اعترفوا بأن فيروس التجسس "فليم" المعقد أصاب أجهزة الكمبيوتر في كافة أنحاء إيران مرددين نفس استنتاجات الباحثين في مجال الأمن الالكتروني الذين قالوا ان الشفرات الخبيثة التى تم العثور عليها لها ارتباط بالفيروس الذى دمر أجهزة الطرد المركزي في منشآة نووية إيرانية قبل عامين. ووفقا لبيان أصدره فريق الاستجابة لطوارئ الحاسب الآلي - ونقلته الصحيفة على موقعها الالكتروني - فإن التحقيقات التي أجريت خلال الأشهر القليلة الماضية أظهرت فيروس "فليم" القادر علي سرقة البيانات من أجهزة الكمبيوتر المصابة. وأشار البيان الي نوعين آخرين من الفيروسات مضيفا "يبدو أن هناك علاقة وثيقة بين فيروس "ستكسنت" وهجمات فيروس "دوكو"، فقد تمكن "ستكسنت" من اضرار مئات من أجهزة الطرد المركزية في محطة نطنز النووية، بينما يشترك فيروس "دوكو" مع "ستكسنت" في بعض الخصائص ويشابه "فليم" في غرض انشائه". وأكد الايرانيون أيضا أنهم قاموا بتطوير أدوات لكشف وإزالة "فليم" من أجهزة الكمبيوتر المصابة. وأضافت الصحيفة أن إيران قامت في الماضي بتوجيه اللوم الي إسرائيل والولايات المتحدة لصنع فيروس "ستكسنت"، ولكنها لم يكن لديها أي دليل على ذلك. وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أنه بالرغم من أن المسؤولين الاسرائيليين لم يعلقوا على الاتهامات الايرانية بأن بلدهم كانت وراء هذا الفيروس، الا إن نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي ووزير الشئون الاستراتيجية موشيه يعالون لمح أمس الثلاثاء بشأن أمكانية تورط إسرائيل في تصنيع فيروس "فليم" قائلا "كل من يرى إن التهديد الايراني يشكل تهديدا كبيرا - فهو لم يشكل فقط تهديدا لاسرائيل وانما للعالم كله". وأضاف يعالون "إسرائيل بلد محظوظ أن يكون لديها تكنولوجيا على أعلى درجة وأن إنجازاتها فى هذا المجال توسع الاحتمالات أمامها وتفتح فرصا كثيرة للغاية" . من جانبهم، قال باحثون أمنيون "فليم قادر على تسجيل ضربات للوحة المفاتيح، وتفعيل الميكروفونات لتسجيل المحادثات وأخذ صور من الشاشة ". يذكر أن فيروس "فليم" يحول كل حاسب ينقل له العدوى إلى جاسوس آخر، ويمكنه فتح ميكروفونات أو مكبرات الصوت الخاصة بالحاسب لتسجيل المحادثات التى تتم بالقرب من الجهاز وأخذ صور لما يظهر على الشاشة والدخول على الدردشة التى تستخدم تقنية الرسائل اللحظية وتجميع ملفات البيانات وتغيير الإعدادات على أجهزة الحاسب. وكان خبراء الأمن من معمل "كاسبرسكاى" الروسي الذى أعلن عن اكتشاف "فليم" أمس الاول الاثنين أكدوا أن أعلى تركيز للفيروس يتواجد فى الحواسب الإيرانية ويمكن العثور عليه فى مواقع أخرى بالشرق الأوسط من بينها إسرائيل والضفة الغربية وسوريا والسودان، مؤكدين نشاط الفيروس لمدة خمسة أعوام كجزء من حملة حرب إلكترونية معقدة من خلال الإنترنت.
