تشهد العلاقات المصرية الكويتية تميزاً وعمقاً في مختلف المجالات ومنها المجال الاقتصادي، وتسعى كل من البلدين إلى زيادة التعاون الاقتصادي والفرص الاستثمارية بما يتناسب مع تميز وقوة العلاقات السياسية. ويشهد القطاع النفطي في كلا البلدين فرص استثمارية كبيرة وكان لمشاركة وفد ضم 13 شركة مصرية في معرض الكويت للنفط والغاز مؤخرا فرصة للتواصل ما بين الشركات المصرية والكويتية للاستفادة من المشروعات المتاحة في الجانبين، ففي الكويت أعلنت الحكومة - على لسان الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية نزار العدساني - أنها خصصت 32 مليار دينار (106 مليارات دولار) للمشاريع النفطية التنموية داخل وخارج الكويت خلال الخطة الخمسية الحالية. وأكد المسئول الكويتي أن بلاده ماضية في تنفيذ المشاريع التي تعود على صناعة النفط الكويتية وتسهم في تنامي الاقتصاد الكويتي على أسس متينة ولا شك أن هذا يفتح مجال أمام الشركات المصرية للدخول إلى القطاع النفطي بالكويت وتنفيذ مشروعات به ومن هذه الشركات التي شاركت في معرض الكويت للنفط والغاز القابضة للغازات " غاز مصر". وقال المهندس وليد حسين مدير المشروعات بالشركة - في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط - إن مشاركة الشركة في معرض الكويت جاءت من أجل خلق فرص للتواجد داخل السوق الكويتي في مجال مشروعات الغاز وقد تواصلت الشركة مع مثيلاتها من الجانب الكويتي وسوف تقوم خلال الفترة القادمة بعمل عدة إجراءات للحصول على التأهيل اللازم لدخول السوق الكويتي مع عدد من شركات قطاع الغاز المصرية. ومن جانبه، أوضح المهندس إبراهيم بيومي مدير عام خدمة العملاء بغاز مصر أن الشركة تملك من الإمكانيات والكوادر البشرية ما يؤهلها إلى تحقيق نتائج متميزة وخلق فرص استثمارية للشركة داخل قطاع الغاز الكويتي. وشاركت بالمعرض الشركة المصرية لتشغيل وصيانة المشروعات وهى الشركة الوحيدة في مصر التي تعمل في هذا المجال وتضم خبرات بشرية نادرة في هذا المجال ليس في مصر فقط ولكن على المستوى العربي والأجنبي، وقال المهندس محمد نفادى المسئول بالشركة إن الهدف من المشاركة كان من اجل تعريف القطاع النفطي الكويتي بالخدمات التي تقدمها الشركة. وأشار إلى أنه خلال المشاركة في المعرض تلقت الشركة العديد من العروض من الشركات الكويتية للتعاون مع الشركة سواء من خلال الوكالة أو الشركة، موضحاً أنه سيتم دراسة هذه العروض واختيار الأنسب منها للبدء في التنفيذ خلال الفترة القادمة. وقالت المهندسة رندة عراقي مسئول العلاقات الدولية بشركة الشرق الأوسط لتكرير البترول "ميدور" إن المعرض مثل فرصة هامة للشركة لعريف القطاع النفطي الكويتي بالخدمات التكريرية التي تتيحها الشركة من خلال معاملها الحديثة والتي توفر افضل استخدام لتكرير البترول وترفع من القيمة الاقتصادية لمخرجات التكرير، مشيرة إلى أن الشركة بموقعها وقربها من البحر المتوسط توفر الوقت والجهد على المصدريين الكويتين للبترول إلى أوروبا مع تقديم خدمات التكرير بأحدث الطرق التكنولوجية، لافتاً إلى أن العديد من المستثمرين العرب سواء الكويتين أو الإماراتيين بالمعرض لم يكن ليهم فكرة أن معامل التكرير بمصر على هذا المستوى من استخدام التكنولوجيا الحديثة. وفي إطار جذب المزيد من المستثمرين الكويتين للاستفادة من المشروعات التي طرحتها الحكومة المصرية خلال المؤتمر الاقتصادي في مارس الماضي، قال الدكتور محمد يكن مدير عام مساعد الشئون الفنية والتكنولوجيا بالشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات إنه تم الاتفاق مع المجموعة الاستثمارية الكويتية للمشاركة في مشروعين بمحور قناة السويس لإنتاج العطريات والأسمدة بالتعاون مع قطاع التكرير والبتروكيماويات في مصر بمجمل استثمارات تصل إلى 2ر7 مليار دولار ويعتمد المشروعان على فائض ما يتم تكريره من البترول العربي الكويتي والعراقي في معامل شركة "ميدور" بالإسكندرية للاستفادة من البنية الأساسية من خطوط وتنكات التي تمتلكها شركات "سوميد" و"ميدور". وأشار إلى أنه تم توقيع العقد بين وزارة البترول ومجموعة المستثمرين الكويتين ويتم حاليا استكمال دراسات الجدوى، حيث يقام المشروعان على مساحة 3ر2 مليون متر مربع بمنطقة السخنة بخليج السويس، والمشروع الأول يشمل مجمعاً لإنتاج العطريات باستثمارات 5ر1 مليار دولار لإنتاج 1ر1 مليون طن في السنة من العطريات وتشمل البنزين ومنتج البارذبلين بالإضافة إلى الأسمدة المتمثلة فى الأمونيا واليوريا وهذا المشرع يحقق عائد طبقا لدراسات الجدوى 4ر12 % سنويا. وأوضح يكن أن المشروع الثاني يشمل مجمعاً لإنتاج الاوليفينات وتشمل الاثيلين والبوليستين باستثمارات 7ر5 مليار دولار لإنتاج 2ر1 مليون طن في العام بعائد على الاستثمار 9ر13 % سنويا ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج الفعلي للمشروعين في 2020 . وكان لمشاركة الهيئة العامة للبترول بمعرض الكويت إسهامات في تعريف الشركات العالمية بالمعرض لشرح الفرص المتاحة أمام الشركات الأجنبية لدخول مجال التنقيب عن البترول والغاز في مصر للاستثمار في مجال الاستكشاف والبحث، وأبدت بعض الشركات ومنها "توتال" و"شل" رغبتها في دخول المزايدات في المناطق المفتوحة للبحث والاستكشاف في الصحراء الغربية وخليج السويس وهما بالفعل لهم نشاط كبير في مصر.