أكرم الألفي: الأحزاب تعتمد على رؤية السيسي وتخشى تقديم غيرها حتى لا تغضب الشعب دراج: برامج الأحزاب الانتخابية "بضاعة مزيفة" سكينة فؤاد: التطبيق على أرض الواقع هو الوسيلة الأفضل للحكم على برامج الأحزاب كلام مرسل ووعود كثيرة ، خطوط عريضة وشعارات كلها متشابهة تقريبا ، إنها البرامج الانتخابية للأحزاب والقوائم التي تخوض المنافسة على مقاعد البرلمان المقبل ، فعلى الرغم من مرور 4 سنوات على الثورة لم تستطع الاحزاب أن تقدم برامج انتخابية حقيقية تقنع بها الناخبين ، ولم يتغير سوى الشعارات التي تحملها تلك البرامج لتحل محل " من اجلك أنت " وهو آخر شعار استخدمه الحزب الوطني في انتخابات 2010 ، وتمت إضافة عبارة " تحقيق اهداف ثورتي 25 يناير و30 يونيو". خبراء السياسة أكدوا ل "صدى البلد" أننا لا نمتلك احزابا حقيقية لذا من الطبيعي أن تكون برامجها الانتخابية "مزيفة " ، وأشاروا إلى أن الناخب ذاته ليس مهتما بمعرفة البرنامج الانتخابي للمرشح بقدر ما يهتم بشخصه ، لافتين إلى ان "المال" هو العامل الأقوى في اختيار أعضاء البرلمان المقبل. ومن أبرز الأحزاب التي اعلنت برامجها إلى الآن "النور، والمصريين الأحرار والمؤتمر، وقائمة "في حب مصر " و"نداء مصر " والمحافظين والتحالف الشعبي الاشتراكي والتجمع ومستقبل وطن ، ومن المقرر ان يلحقهم الوفد ويعلن برنامجه الانتخابي اليوم ، بينما مازالت المناقشات تدور داخل حزب الكرامة بهذا الشأن ، ولم تعلن عدد من الأحزاب اليسارية أيضا برامجها إلى الآن. وحول هذا الشأن قال أكرم الألفي، الباحث في شئون الانتخابات بمركز الأهرام، إن الأحزاب والقوائم لم تقم بمجهود واضح في وضع برامجها الانتخابية، لأن صراع الانتخابات البرلمانية المقبلة خارج منطقة السياسة، مما يجعل أهمية البرامج الانتخابية تتضاءل، ويضعها في شكل إضافة أو مظهر من مظاهر العملية الانتخابية أكثر من كونها عنصرا جوهريا أو مؤثرا بالانتخابات. وأضاف الألفي، في تصريحات ل"صدى البلد": "الانتخابات هذا العام تدور حول الرموز والشخصيات البارزة والقدرة على الحشد أو التعبئة، وليس حول جودة البرامج الانتخابية". وعدّد أسباب تقصير الأحزاب في وضع برامجها الانتخابية، مؤكدا أن على رأسها هو اعتقاد من يخوض الانتخابات أنه يدعم برنامج الرئيس عبد الفتاح السيسي، ووصل هذا الاعتقاد بالبعض إلى درجة عدم الاهتمام بوضع خطط أو برامج لمستقبل مصر. وتابع: "اعتماد بعض الأحزاب على رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي فقط، من باب عدم إغضاب الشعب مسألة خطيرة تقلل من اهمية البرلمان المقبل وتؤدي إلى تراجع دوره على جميع المستويات، خاصة التشريعية منها لأن الأحزاب والقوائم لا تملك برامج سياسية من الأساس". وأشار الألفي إلى أن تراجع المنافسة الانتخابية يأتي على قائمة الأسباب التي أدت إلى عدم اهتمام الأحزاب بوضع برامجها الانتخابية، خاصة بعد إقصاء الإخوان لأنفسهم، وقرار اليسار ممثلا في "صحوة مصر" بالانسحاب من الانتخابات، لافتا إلى أن "تلك القائمة لو كانت استمرت في المنافسة فإننا كنا سنشهد على الأقل اختلافا في الأيدلوجيات المطروحة بالبرامج الانتخابية". وأكد أن "حزب النور هو الحزب الوحيد المختلف الذي يحاول تقديم برنامج انتخابي حقيقي، حتى وإن كان ذلك تحت ضغط الإعلام والسياسيين والهجوم الشديد عليه"، مشيرا إلى أنه "في المقابل نجد أن جميع الأحزاب أهملت في وضع برامجها الانتخابية". وفي نفس السياق أكد الدكتور أحمد دراج المتحدث باسم تحالف "25 -30" أن من ينتظر خروج الأحزاب والقوائم في الانتخابات المقبلة ببرامج انتخابية جيدة يشبه من يريد أن يشتري سلعة من "سوبر ماركت" مغلق. وأوضح دراج في تصريحات ل "صدى البلد" أنه من المفترض أن الاحزاب السياسية تتشكل وفقا لبرامج محددة ورسائل معينة تؤمن بها وتسعى لتحقيقها ، لكن ما لدينا الآن هو أحزاب قائمة على برامج مشوهة ولديها "بضاعة مزيفة" تقدمها فقط بشكل نظري، ولا تستطيع تطبيقها او البحث عن آليات لتنفيذها. وتابع:"نحن شعب يجيد الكذب على نفسه وعلى الرغم من إدراكنا طبيعة الأحزاب نتوقع الخروج ببرلمان حقيقي". واشار إلى أن البرلمان المقبل سيكون غير قادر على تحقيق اي تطور تشريعي وغير قادر على القيام بدور الرقابة، لافتا إلى أن تغيير الواقع السياسي والحزبي يتطلب إرادة. بينما قالت سكينة فؤاد مستشار الرئيس السابق عدلى منصور، أن التطبيق على أرض الواقع هو الوسيلة الأكثر دقة في الحكم على برامج الأحزاب الانتخابية، مضيفة: "أتمنى أن يكون القياس لمدى فاعلية هذه البرامج هو ماذا نفذ على الارض، وماذا قدم للمواطن لإثبات أن تلك البرامج ليست سلعة للانتخابات فقط، لكنها واجب يطبق قبل البرلمان وبعده". وأضافت ل "صدى البلد" أنه من ناحية التكوين، فإن أفضلها هي التي تشمل تحقيق اهداف 25 يناير و30 يونيو وتواجه مشاكل التنمية والفقر وتهتم بالقوانين والتشريعات وتحويل الدستور إلى مواد قانونية". وأضافت: "لا يمكن الحكم على برامج الاحزاب من خلال قراءات فيها، ولكن أحكام الواقع والتطبيق هي الأفضل، لافتة إلى ان امام أعضاء البرلمان المقبل مهام كثيرة لاثبات حجم مصداقيتهم ومدى انتمائهم للوطن".