قال أكرم الألفي، الباحث في شئون الانتخابات بمركز الأهرام، إن الأحزاب والقوائم لم تقم بمجهود واضح في وضع برامجها الانتخابية، لأن صراع الانتخابات البرلمانية المقبلة خارج منطقة السياسة، مما يجعل أهمية البرامج الانتخابية تتضاءل، ويضعها في شكل إضافة أو مظهر من مظاهر العملية الانتخابية أكثر من كونها عنصرا جوهريا أو مؤثرا بالانتخابات. وأضاف الألفي، في تصريحات ل"صدى البلد": "الانتخابات هذا العام تدور حول الرموز والشخصيات البارزة والقدرة على الحشد أو التعبئة، وليس حول جودة البرامج الانتخابية". وعدد أسباب تقصير الأحزاب في وضع برامجها الانتخابية، مؤكدا أن على رأسها هو اعتقاد من يخوض الانتخابات أنه يدعم برنامج الرئيس عبد الفتاح السيسي، ووصل هذا الاعتقاد بالبعض إلى درجة عدم الاهتمام بوضع خطط أو برامج لمستقبل مصر. وتابع: "اعتماد بعض الأحزاب على رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي فقط، من باب عدم إغضاب الشعب مسألة خطيرة تقلل من اهمية البرلمان المقبل وتؤدي إلى تراجع دوره على جميع المستويات، خاصة التشريعية منها لأن الأحزاب والقوائم لا تملك برامج سياسية من الأساس". وأشار الألفي إلى أن تراجع المنافسة الانتخابية يأتي على قائمة الأسباب التي أدت إلى عدم اهتمام الأحزاب بوضع برامجها الانتخابية، خاصة بعد إقصاء الإخوان لأنفسهم، وقرار اليسار ممثلا في "صحوة مصر" بالانسحاب من الانتخابات، لافتا إلى أن "تلك القائمة لو كانت استمرت في المنافسة فإننا كنا سنشهد على الأقل اختلافا في الأيدلوجيات المطروحة بالبرامج الانتخابية". وأكد أن "حزب النور هو الحزب الوحيد المختلف الذي يحاول تقديم برنامج انتخابي حقيقي، حتى وإن كان ذلك تحت ضغط الإعلام والسياسيين والهجوم الشديد عليه"، مشيرا إلى أنه "في المقابل نجد أن جميع الأحزاب أهملت في وضع برامجها الانتخابية".