قال مسئول من جماعة الإخوان المسلمين اليوم، الجمعة، إن محمد مرسي، مرشح حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للجماعة، في أول انتخابات رئاسية حرة في مصر سيخوض جولة الإعادة الشهر المقبل أمام أحمد شفيق، آخر رئيس للوزراء في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، الذي أطاحت به انتفاضة شعبية العام الماضي. وأحدثت الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة التي جرت هذا الأسبوع انقساما شديدا بين الرافضين لتسليم الرئاسة إلى رجل من حقبة مبارك ومن يخشون احتكار الإسلاميين للمؤسسات الحاكمة. وفي حالة عدم حصول أي مرشح - كما هو متوقع - على أكثر من 50 بالمائة من الأصوات فستجرى جولة إعادة بين المرشحين اللذين سيحصلان على أكبر نسبة من الأصوات في 16 و17 يونيو. والانتخابات الرئاسية هى خطوة حاسمة في عملية الانتقال المتخبطة بل والدموية في أحيان كثيرة إلى الديمقراطية والتي أشرف عليها المجلس العسكري الذي يدير أمور البلاد منذ الإطاحة بمبارك ووعد بتسليم السلطة إلى رئيس جديد بحلول الأول من يوليو. وتنذر الجولة الثانية بحدوث اضطرابات، وعبر البعض عن مخاوف من احتجاجات عنيفة يمكن أن تندلع في الشوارع إذا فاز شفيق وهو قائد سابق للقوات الجوية مثل مبارك، وكان محتجون رشقوه بالأحذية والحجارة يوم الأربعاء بعد أن أدلى بصوته في لجنة انتخاب بشرق القاهرة. وقالت مصادر بالشرطة ومصادر طبية إن خمسة أشخاص أصيبوا في اشتباك يوم الخميس بين أنصار شفيق وأنصار مرسي في قرية الديدامون بمحافظة الشرقية شمال شرقي القاهرة، وقال مصدر بالشرطة إن أسلحة بيضاء وعصيا استخدمت في الاشتباك الذي وقع داخل المدرسة الابتدائية بالقرية التي تضم ثلاث لجان انتخاب فرعية، وذكر أن الاشتباك وقع بسبب غضب كل من الجانبين من قيام الجانب الآخر بتوجيه ناخبين لاختيار مرشحه. وقال مسئول الإخوان المسلمين ل"رويترز" يوم الجمعة: "من الواضح أن جولة الإعادة ستكون بين محمد مرسي وأحمد شفيق". وذكر أن مكتب الإرشاد مجتمع لوضع الاستراتيجية لجولة الإعادة وتنظيم حملة "لحشد الإسلاميين والناخبين المصريين للتصدي لكتلة الفلول"، مستخدما التعبير الذي يطلق على بقايا رجال مبارك. ومن غير المنتظر إعلان النتائج الرسمية للانتخابات قبل منتصف الأسبوع المقبل، لكن يسمح لمندوبي المرشحين بحضور الفرز وهو ما يمكنهم من إعداد حصر خاص بهم. وقال مسئول الإخوان إن الأصوات التي تم حصرها هى من نحو 12800 لجنة انتخابية من بين 13100 لجنة، وإن مرسي حصل على 25 في المائة من جملة الأصوات مقابل 23 لشفيق و20 في المائة للمنافس الإسلامي عبد المنعم أبو الفتوح و19 في المائة للمرشح اليساري حمدين صباحي. ولم يتسن على الفور الحصول على أي تعليق من المرشحين أو من مسئولي الانتخابات. وصرح مسئولو اللجنة الانتخابية مع بدء عملية الفرز ليل الخميس بأن نسبة التصويت بلغت نحو 50 في المائة ممن يحق لهم الانتخاب وعددهم 50 مليونا، لكن مسئول الإخوان قال إن نحو 20 مليونا أدلوا بأصواتهم أي نحو 40 في المائة. وحقق الإخوان المسلمين، وهم أكثر الجماعات السياسية تنظيما في مصر، مكاسب في الانتخابات البرلمانية السابقة وشكلوا أكبر كتلة في المجلس، ولجماعة الإخوان، التي تشكلت قبل 84 عاما، قاعدة شعبية عريضة رغم أنها تعرضت للقمع خلال حكم مبارك وكانت محظورة. ويخشى عدد كبير من المصريين ومن بينهم من اعتبروا أن محور الانتفاضة ضد مبارك الكرامة الوطنية لا الدين من المكاسب التي حققها الإسلاميون منذ سقوطه، ويخشى المسيحيون الذي يشكلون نحو عشرة في المائة من تعداد السكان البالغ 82 مليون نسمة ويشكون بالفعل من التمييز ضدهم من أن يؤدي مجيء الإسلاميين إلى الحكم إلى تهميشهم أكثر. وقال عصام العريان، المسئول الكبير بحزب الحرية والعدالة، بعد عمليات الفرز الأولية إن الإخوان واثقون من أن "الرئيس المقبل لمصر هو محمد مرسي". وإذا فاز مرسي بالرئاسة سيهيمن الإسلاميون على معظم المؤسسات الحاكمة في مصر ما عدا الجيش معززين من المكاسب الانتخابية التي حققها زملاؤهم الإسلاميون في دول عربية أخرى العام الماضي. ومازالت سلطات الرئيس الجديد لمصر غير محددة بسبب خلاف حول من يضع الدستور القادم، ويمكن أن يقيد سلطة الرئيس قادة الجيش الحريصون على الاحتفاظ بمميزاتهم ونفوذهم حتى بعد تسليم السلطة الموعود. وتعهد المجلس الأعلى للقوات المسلحة - الذي تولى شئون البلاد منذ أطاحت الانتفاضة بمبارك في 11 فبراير 2011- بتسليم السلطة إلى الرئيس المنتخب بحلول الأول من يوليو. وظهرت صفحة في موقع "فيس بوك" - الذي كان له دور في الحشد الجماهيري لإسقاط مبارك - عنوانها "أنا أول شهيد للثورة لو موسى أو شفيق نجحوا" في إشارة إلى عمرو موسى الذي شغل منصب وزير الخارجية تحت حكم مبارك وإلى شفيق آخر رئيس للوزراء في عهده.