دعت الدكتورة لمياء محمود رئيسة شبكة (صوت العرب) اليوم الثلاثاء إلى ضرورة بلورة رؤية إعلامية متكاملة وتوافقية للتعامل مع التحديات الخطيرة التي تهدد كلا من دول المنطقة وكيان الأمة .. لافتة إلى أن هناك مخططا يستهدف إسقاط وإضعاف الدول العربية الكبرى وتقسيمها إلى دويلات ضعيفة وضم الأطراف الإقليمية المجاورة في إطار كيان شرق أوسطي كبير. جاء ذلك في ورقة عمل قدمتها الدكتورة لمياء محمود اليوم أمام الحلقة النقاشية البحثية الثالثة والاجتماع الرابع عشر لفريق الخبراء الدائم المعني بمتابعة دور الإعلام في التصدي لظاهرة الإرهاب التي تنظمها جامعة الدول العربية - قطاع الإعلام والاتصال - بالتعاون مع وكالة الأنباء الأردنية (بترا) وذلك تحت رعاية وزير الدولة لشئون الإعلام الأردني الدكتور محمد المومني. وتناولت الورقة التي حملت عنوان (الإعلام العربي في حالة المواجهة مع التحديات الخطيرة التي تواجه الأمة العربية) حالة المواجهة الإعلامية مع ركني الحرب الرئيسيين على مسرح الأحداث في المنطقة وهما : حرب الإرهاب (وهي الحرب الشاملة والممتدة) .. وحرب الوجود وهي على مستوى كيانات الدول المستهدفة وعلى مستوى كيان الأمة ككل. وقالت الدكتورة لمياء محمود - في ورقتها - "إن الإرهاب يعتبر أحد أدوات هدم وإسقاط الدول العربية وسط مشهد متشابك ومعقد تتداخل فيه أدوات الصراعات الطائفية والمذهبية كتبرير لأعمال العنف رغم أن الأهداف هي بالأساس مخططات ومصالح تستهدف دول المنطقة". ونبهت إلى أن الأمة العربية حاليا في حالة حرب، وهي حرب وجود ودفاع عن كيانها وعن الهوية العربية، وأن الإعلام العربي في حالة الواجهة بمعنى أنه إعلام حرب بكل ما يحمله هذا المفهوم من مسئوليات وأدوار قومية واجبة قبل أن تكون مهمة"..مشيرة إلى أن حروب العصر هي حروب إعلامية في المقام الأول حيث تدار إعلاميا على كافة المستويات الدبلوماسية والسياسية والعسكرية إلى جانب التعبئة الجماهيرية التي تمثل أهم وأخطر أدوار الإعلام على الإطلاق. وشددت على أهمية العمل الإعلامي العربي المشترك في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ الأمة وذلك بأفعال وأدوار حقيقية ومؤثرة، معربة عن أملها في أن تخرج دورة مؤتمر وزراء الإعلام العرب بقوة إعلامية عربية مشتركة لتكون داعمة ومساندة للقوة العسكرية. وطالبت في هذا الصدد بضرورة تحديد الأطر الرئيسية للعمل والتحرك الإعلامي العربي المشترك في أطار حالة المواجهة أو حال الحرب، وتحديد آليات المواجهة وكيفية تفعيلها عمليا، وتفعيل استراتيجيات وسياسيات التصدي لظاهرة الإرهاب، ووضع أجندة مهنية للإعلام العربي خاصة بمخاطبة العالم الجاري في ضوء معطيات الواقع الراهن. وقالت "إننا نفتقر إلى عنصر المبادرة في معالجة سلبيات الواقع الإعلامي العربي الحالي والذي يسهم للأسف في تعزيز الانطباعات السلبية عن العالم العربي وبل صناعة الكراهية للعرب والمسلمين سواء عن جهل أو إهمال"..لافتة إلى أن هناك غيابا شبه تام لخطاب إعلامي عربي موحد حول قضايا الأمة والبيت العربي واقتصار الحالي منه على مخاطبة الذات العربية الضيقة وعدم الارتقاء إلى مستوى مخاطبة العالم الخارجي. وفي الختام .. أوصت الدكتورة لمياء محمود – في ورقتها - بضرورة تشكيل لجنة من ممثلي أجهزة الإعلام العربي والخبراء والمختصين تحت إشراف جامعة الدول العربية لبحث العناصر والأدوات والآليات المطلوبة لبناء القوة الإعلامية العربية الموحدة، وتنفيذ برامج تدريبية مكثفة في مجالات مواجهة الإرهاب (إعلام الحرب – إعلام الأزمات - الحرب الإعلامية الإلكترونية) لبناء كوادر إعلامية عربية مؤهلة في هذه المجالات. كما أوصت بوضع أجندة عربية بمفردات ومصطلحات الخطاب الإعلامي العربي الموحد، وإنشاء جيش عربي إلكتروني من الخبراء والمتخصصين لمواجهة الحرب الإعلامية التي تشنها مواقع الجماعات الإرهابية والمواقع التي تستهدف دول المنطقة، وتخصيص أسبوع للحشد العربي الإعلامي تحت شعار أمة واحدة وطن واحد.