اعتبر العديد من المراقبين السياسيين فى تركيا أن إعادة إنتخاب رئيس الوزراء ورئيس حزب العدالة والتنمية التركى أحمد داود أوغلو وإدخال تغييرات ملموسة على اللجان القيادية للحزب بمثابة محاولة جديدة من جانب الرئيس التركى رجب طيب أردوغان لتحسين فرص الحزب فى الانتخابات المبكرة المقرر إجراؤها فى الاول من نوفمبر المقبل على أمل إستعادته للاغلبية البرلمانية التى فقدها فى انتخابات يونيو الماضى بعد أن ظل يتمتع بها على مدى 13 عاما مضت . وكان الحزب قد عقد مؤتمرا عاما إستثنائيا أمس فاز خلاله أوغلو بالغالبية العظمى من أصوات من لهم حق التصويت من قيادات وكوادر الحزب حيث كان هو المرشح الوحيد وذلك للمرة الثانية بعد أن كان قد فاز فى المرة الاولى التى تلت تخلى أردوغان عن رئاسة الحزب لدي توليه رئاسة الجمهورية فى العام الماضى. وتم خلال المؤتمر كذلك إنتخاب أعضاء اللجنة المركزية للحزب المكونة من 50 قياديا وهو ما يمثل إدارة جديدة الى حد بعيد بعد استبعاد عدة شخصيات مهمة بالحزب مثل بولنت آرينتش، وبشير آطالاي، وعلي باباجان، وتانر يلديز، وحسين تشليك، ومحمد شيمشك، وجودت يلماز. ووفقا لما نقلته وسائل الاعلام التركية اليوم عن مراقبين سياسيين أتراك فإن رئيس الجمهورية أردوغان إختار بنفسه أغلب الأسماء التى تم إدراجها على قائمة اللجنة المركزية للحزب ، وما يلفت النظر فى هذا الخصوص هو قيام أردوغان باستبعاد شخصيات مهمة فى الشؤون الاقتصادية مثل علي باباجان ومحمد شيمشك وجودت يلماز على خلفية وقوف ثلاثتهم في صف محافظ البنك المركزي ضد أردوغان خلال الجدل الذي وقع بينهما العام الماضي حول تخفيض نسبة الفوائد فى ظل التراجع الملموس فى معدل النمو الاقتصادى فى تركيا فى الاونة الاخيرة. وأ ضاف المراقبون أن أردوغان ضغط أيضا خلال المؤتمر العام للحزب حتى تم إستبعاد بعض الشخصيات المحسوبة على رئيس الجمهورية السابق عبد الله جول/ الذى كان أبرز من شارك أردوغان فى تأسيس حزب العدالة والتنمية/ والذي فضل عدم المشاركة في أعمال المؤتمر الإستثنائي رغم تقديم الدعوة له، مشيرين الى أن رئيس الوزراء داود أوغلو إحتفظ بمنصبه بعد أن تنازل عن إصراره على دخول بعض الأسماء المقربة له في قائمة اللجنة المركزية للحزب، التي تعتبر اللجنة الإدارية والتنفيذية الأهم بالحزب. وحسبما رجح المراقبون فقد خير رئيس الجمهورية أردوغان رئيس وزراء حكومته داود أوغلو بين الاستمرار في منصبه التنفيذي والحزبي من خلال الموافقة على كافة الأسماء المدرجة على القائمة التى يريدها أردوغان ، أو ترك منصبه وترشيح مستشاره وزير المواصلات السابق علي بن يلدريم، وهو الأمر الذي اضطر معه داود أوغلو لأن يوافق على الخيار الأول وهو الموافقة على قائمة أردوغان والاستمرار في منصبه كزعيم للحزب الذي يتولى إدارة دفة البلاد منذ عام 2002. يذكر أن القائمة الجديدة للجان الحزب القيادية جاءت خالية من بعض أبرز الاسماء ذات الدور التاريخيى فى الحزب بعد إعمال مادة داخلية تمنع الأعضاء من تولى مواقع قيادية لأكثر من ثلاث دورات متتالية . وكان أوغلو قد كرر فى كلمته خلال المؤتمر ما يروج له هو وأردوغان من أن تركيا تحتاج الى حكومة من حزب واحد على غرار ما كان عليه الحال خلال الأعوام الثلاثة عشر الماضية فى محاولة منه للتأثير على الناخب التركى الذى سحب بساط الاغلبية الوثير من تحت أقدام العدالة والتنمية فى يونية الماضى.. وكذلك بعد أن فشل الحزب فى التوصل الى إئتلاف مع الاحزاب الممثلة فى البرلمان الحالى بعد أن إشترطت هذه الاحزاب عليه التخلى عن مسعى اردوغان للتحول للنظام الرئاسي وكذلك ضرورة إعادة النظر فى سياساته الخارجية وتدخلاته فى الشؤون الداخلية للعديد من دول المنطقة . وقد دفع فشل العدالة والتنمية فى تشكيل حكومة جديدة الى السعى لاجراء الانتخابات المبكرة بعد 45 يوما كمحاولة أو رهان أخير عسي أن يحقق الحزب خلالها عددا اضافيا من ا لمقاعد تمكنه من العودة لسدة الحكم منفردا .