تواصلت ردود الفعل المرحبة بدعوة رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، لإطلاق حوار لبحث أزمات البلاد السياسية، على أن يقتصر هذا الحوار على رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام ورؤساء الكتل النيابية. وفي هذا الإطار، رحب كل من حزب الله والنائب اللبناني وليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي بهذه المبادرة، وأعلن حزب الله في بيان صدر اليوم الإثنين، "تأييده الكامل للمبادرة الحوارية التي أطلقها رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري في خطابه بالأمس في ذكرى اختفاء مؤسس حركة أمل الإمام موسى الصدر". وأضاف البيان، "أن الحزب رأى في المبادرة فرصة جدية لإيجاد منفذ يؤدي إلى حل الكثير من القضايا العالقة في البلاد، وصولا إلى إيجاد حل دائم ومستقر للأزمة السياسية وما ينتج عنها من أزمات اقتصادية واجتماعية تهدد المواطن اللبناني". وأعرب الحزب عن أمله في أن تقوم كل القوى السياسية المعنية بالاستجابة لهذه الدعوة بنيات طيبة، والعمل على إنجاحها. من جانبه، قال وليد جنبلاط - في التصريحات التي أدلى بها لجريدة "الأنباء" الإلكترونية التابعة لحزبه التقدمي الاشتراكي - "إننا نرحب مرة جديدة بهذا الحوار الذي يبقى السبيل الوحيد للتفاهم بين اللبنانيين، ولاجتياز التحديات الصعبة التي يمر بها لبنان والمنطقة". وأضاف "رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري لطالما كان سباقاً في العمل على التقارب بين اللبنانيين لا سيما في المنعطفات الكبرى، وما دعوته إلى الحوار اليوم إلا استكمال للجهد الذي بذله منذ سنة 2006 وفي أوج الانقسام بين اللبنانيين لعقد اجتماع لهيئة الحوار الوطني في مجلس النواب". ورأى جنبلاط أنه على الرغم من أهمية البنود المقترحة لجدول الأعمال، فإنه في حال تعذر التوافق على الانتخابات الرئاسية اللبنانية لأسباب إقليمية ومحلية، وفي حال غياب التفاهم على قانون انتخاب جديد؛ فإنه من الضروري تلافي الاستغراق في عناوين خلافية مطاطة والسعي للتركيز في اتجاه تفعيل عمل الحكومة الحالية وتحويلها إلى حكومة منتجة قادرة على محاكاة المطالب الشعبية المحقة على مختلف المستويات المعيشية. وأشار في هذا الصدد إلى أن قطاع الكهرباء يعاني من ترهل منذ عقود والدولة اللبنانية تنفق عليه مبالغ مالية طائلة من دون تحقيق النتيجة المطلوبة، مشيرا إلى أن هذا القطاع بات بحاجة لحلول جذرية. ولفت إلى أن مصر اكتشفت حقل غاز جديد وسوف تعمل على الاستفادة من هذه الثروة الطبيعية، بينما لبنان لا يزال يعجز عن إصدار المراسيم التطبيقية لاستخراج النفط والغاز من البحر التي يمكن أن تشكل تحولاً كبيراً في البنية الاقتصادية والمالية للدولة ويساعد على الخروج من دوامة الأزمات الاجتماعية المتتالية والمتنامية. واعتبر أن الشارع اللبناني سبق الأحزاب السياسية في المطالب التي يرفعها وبالحراك الذي يقوم به، محذرا في الوقت ذاته من أن يتم الانقضاض من قبل تلك الأحزاب على المطالب المحقة، وأن تسعى لتفريغ هذا التحرك اللاطائفي من مضمونه من خلال إغراق الحوار المقترح في ملفات لا خلاف على أهميتها، ولكن انعكاسها على الشارع وعلى المواطن العادي سيكون معدوماً بالمطلق.