عادت قوات أمريكية لمساعدة قوات أفغانية على طرد مسلحي حركة طالبان من بلدة قلعة موسى بمحافظة هلمند وهي معقل إستراتيجي لزراعة الأفيون وفيها خاض جنود بريطانيون وأمريكيون في عام 2007 واحدة من أكثر معارك الحرب ضراوة. ونفذت طائرة أمريكية ثلاث غارات خلال اليومين الماضيين بعدما تقدمت طالبان باتجاه البلدة واستولت على أسلحة ومركبات من جنود أفغان أسروهم في هجوم هدفه تعزيز قبضة المتشددين في هلمند. وتسعى طالبان لتأمين وضعها في أراض بالشمال والجنوب هذا الصيف لكنها- ورغم بعض المكاسب وزيادة في هجماتها بالعاصمة كابول- تجد صعوبة في الاحتفاظ بالأراضي رغم أن غالبية قوات التحالف الأجنبية انسحبت من أفغانستان في عام 2014. وقال برايان تريبوس المتحدث باسم القوات الأمريكية في أفغانستان إن الغارات الجوية نُفذت ضد "أفراد يهددون" القوات الأفغانية وقوات التحالف التابعة بحلف شمال الأطلسي على حد سواء. ولم يقدم المتحدث أي تفاصيل أخرى. وقال متحدث باسم الجيش الأفغاني في المنطقة إن 37 من المتشددين قتلوا في الغارات وأصيب 40 آخرون بجراح. ودعا الحاكم المحلي في قلعة موسى يوم الاثنين لمزيد من الدعم العسكري لمنع سقوط البلدة مرة أخرى في قبضة مقاتلي طالبان الذين احتلوها لأشهر حتى معركة 2007 التي شارك فيها آلاف الجنود. وامتدح رئيس الوزراء البريطاني حينذاك جوردون براون ذلك النجاح وكان بمثابة دفعة معنوية للجيش الأفغاني حديث التكوين الذي خاض في قلعة موسى أول معركة كبرى له. وفي هلمند تكبدت القوات البريطانية أكبر قدر من الخسائر في الأرواح من أي منطقة أفغانية أخرى إذ فقدت فيها أكثر من 400 جندي منذ بدأ الغزو الأمريكي لأفغانستان الذي أنهى خمس سنوات من حكم طالبان الإسلامي المتشدد وحتى العام الماضي. وقتل هناك أكثر من 350 من قوات مشاة البحرية الأمريكية. وأدارت مشاة البحرية في قلعة موسى قاعدة عسكرية حتى عام 2013 لكن المنطقة لم تحرر بالكامل من المتشددين وجزء من السبب في ذلك يعود لطبيعة المنطقة كأحد أكثر مناطق إنتاجا الأفيون ربحية في أفغانستان. وقال الحاكم محمد شريف "طالبان تستعد للهجوم علينا من ثلاثة محاور الليلة. لو لم نحصل على دعم سريع فستسقط المنطقة في قبضة طالبان." وقال سابق جهاد مال وهو مستخدم لموقع تويتر على صلة بالمسلحين إنهم استولوا على عدد كبير من المراكز المسلحة مساء الأحد. وخلال اليومين الماضيين سيطروا أيضا على معسكر كبير للجيش يبعد كيلومترات عن المدينة وأسروا 25 جنديا. وقال شريف "إنهم الآن في عداد المفقودين. أسلحتهم ومركباتهم في يد طالبان الآن ويقاتلوننا بتلك الأسلحة الثقيلة." وقالت شرطة هلمند إنها أرسلت تعزيزات إلى قلعة موسى اليوم الاثنين وستدافع عنها. وقال مصدر في عاصمة الإقليم لشكركاه إن طالبان ترسل أيضا المزيد من المقاتلين. ومنذ انهار حكم طالبان بفعل الغزو الأمريكي بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر أيلول 2001 على نيويورك وواشنطن تشن الحركة حرب عصابات لاستعادة السيطرة في كابول. وتسيطر طالبان بالكامل على منطقة في هلمند مجاورة لقلعة موسى وتهيمن الآن أيضا على مناطق أخرى مجاورة. ومن تلك المناطق "ناو زاد" التي تبادلت طالبان والجيش الأفغاني السيطرة عليها لأسابيع عديدة. وهناك أيضا منطقة أخرى هي طاجيكي وفيها أكبر سد لتوليد الكهرباء بأفغانستان. وينتج السد الكهرباء لهلمند وقندهار لكن يوم الاثنين وبسبب القتال انقطع التيار عدة مرات.