بإعلان حملة "لازم حازم" في السويس تأييدها لمرشح الجماعة محمد مرسي، وتأجيل حازم إعلان موقفه من المرشحين إلى اليوم قبل الأخير من التصويت على خلاف ما أعلن من قبل، وبتسرب تفاصيل صفقة مشبوهة تطبخ الآن في مطبخ قائد وممول ومفكر ومهندس الجماعة خيرت الشاطر، مفادها إعلان أبوإسماعيل تأييده لمرسي مقابل تعيين أبوإسماعيل لاحقا في منصب نائب الرئيس، تسقط بقايا أقنعة الورع المصطنع من فوق وجوه الكاذبين. إنها صفقة الخزي والعار، صفقة تدار بالعقلية نفسها التي أدارت جميع صفقات الجماعة مع النظام السابق، صفقة توظف المقدس لتحقيق أهداف دنيوية، صفقة تحول الثورة إلى شركة مساهمة توزع الأنصبة فيها بحجم الأتباع الخاضعين المقسمين على السمع والطاعة. الطرف الأول في عقد الصفقة هو الشاطر، الذي ارتبك بعد ظهور المؤشرات الأولية لنتائج التصويت في الخارج والتي جاءت بمرسي في المركز الرابع في معظم دول العالم، فحرك على الفور ماكينة الجماعة لإنقاذ رهانه الشخصي بالترشح عبر بديله مرسي لينقذ هذا الخيار من السقوط المدوى، بالتشكيك في نتائج الانتخابات قبل أن تبدأ، وبالخداع البصري عبر السلاسل البشرية وملء ملاعب كرة القدم بالأنصار، وبإعطاء أمر للكتاتني بإغلاق "دكان" مجلس الشعب ليتفرغ النواب إلى الحرب على الأرض في دوائرهم، وعبر التحالفات والصفقات المشبوهة. وغاب عن الشاطر أن أبو إسماعيل لم يعد مؤثرا في المشهد السياسي بعدما ثبتت جنسية والدته إلا في أوساط محدودة جدا، ونسى أن الجزء الرئيسي من جسد السلف والجماعة الإسلامية أعلن تأييده لأبو الفتوح، كما تناسى أن مصر ليست الجماعة وأن المصريين الذين ثاروا لإسقاط مبارك لن يستبدلوا دولة الفساد بدولة المرشد. على الجانب الآخر، لا يزال أبو إسماعيل يدير معركة بقائه في المشهد بعدما خرج منه بجنسية والدته الأمريكية، من مسجد أسد بن الفرات الذي أصبح مقرا رسميا لقيادة غرفة عملياته للظفر بمنصب دنيوي كبير يناسب حجمه، وطبعا سيصدق كل التابعين والأنصار أنه ينتصر لشرع الله، وسيجدون في تبريراته أن مرسى الأقرب إلى مشروعه الفقهي كافيا ومقنعا للسير ورائه بعد أن سلموه عقولهم ليديرها كما شاء وفق مصلحته. إن الرهان الآن على كل القوى الحية والفاعلة لتثبت بتصويتها أنها مخيرة وليست مجبرة، وقادرة على الفعل وليست أرقاما في حسابات الشاطر أو أبو إسماعيل، وواعية وملهمة وليست قطيعا ينتظر أمر "الملهم الصادق" ليطيعوا ويبصموا ويعلنوا السمع والطاعة.