تسبب خلل فني من الجانب الإسرائيلي في تعطل خطين رئيسيين من خطوط الكهرباء المغذية لغزة، مما أثر على جدول توزيع الكهرباء لسكان القطاع. وذكرت شركة توزيع الكهرباء في قطاع غزة أن عطلا أصاب الخط "رقم 8" المغذي لمحافظة الوسطي (وسط قطاع غزة) وأجزاء من محافظة خان يونس (جنوب)، و"خط القبة" المغذي لمحافظة غزة، ما أدي لفقدان ما نسبته 25% من مجمل كمية الكهرباء الواردة من الجانب الإسرائيلي للقطاع، والتي تقدر ب120 ميجاوات. وأوضح البيان أن العطل أثر بشكل ملحوظ ومباشر على جدول الكهرباء والحصص، التي يتم توفيرها للمواطنين في قطاع غزة حسب الكمية المتاحة، مشيرا إلى أن الجهات الفلسطينية المسئولة والمتمثلة بسلطة الطاقة الفلسطينية وشركة توزيع الكهرباء تحاول التنسيق لإعادة إصلاح الخطوط المعطلة، إلا أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يعيق هذه الجهود ويمنع شركة الكهرباء الإسرائيلية من إصلاح الخطوط بحجج أمنية، ما تسبب في تعميق الأزمة وزيادة معاناة المواطنين في القطاع نتيجة هذا التعنت. وفي سياق متصل، أعلنت سلطة الطاقة في قطاع غزة عن توقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع مساء اليوم بعد انتهاء آلية توريد الوقود المعمول بها منذ أربعة أشهر، والتي تتضمن رفع حكومة التوافق للضرائب على الوقود المورد للمحطة. وقالت سلطة الطاقة بغزة، في بيان صحفي، "إنها بذلت جهودا مضنية للحفاظ على استمرار عمل المحطة طول شهر رمضان وأيام العيد، وأنها كانت قد استدانت من الشركات المحلية واقترضت من البنوك من أجل الوفاء بالتزاماتها ضمن الآلية المذكورة ولأكثر من أربعة أشهر". وأكدت أن استمرار وزارة المالية برام الله في فرض الضرائب على سعر الوقود، السبب الأساسي في توقف المحطة مساء اليوم، مطالبة جميع الجهات المسئولة في حكومة التوافق بإلغاء جميع الضرائب المفروضة على الوقود، وبإبقائه على سعره الأصلي بدون أي زيادات، وضمان تدفقه للمحطة بالكميات الكافية مهما كانت الظروف، خصوصا في ظل أجواء الصيف الحالية واحتياجات السكان الشديدة في هذا الوقت من العام. وكانت أزمة الكهرباء في قطاع غزة قد شهدت تحسنا وانتظم جدول ال8 ساعات وصل ومثلهما قطع للتيار يوميا على مدى الأربعة أشهر الماضية بعدما قررت حكومة التوافق إلغاء ضريبة "البلو" المفروضة على الوقود المزود لمحطة كهرباء غزة.. ويحتاج قطاع غزة، إلى نحو 380 ميجاوات من الكهرباء لسد احتياجات سكانه البالغ عددهم أكثر من 8ر1 مليون فلسطيني لا يتوفر منها سوى قرابة 200 ميجاوات. ويحصل القطاع حاليا على التيار الكهربائي من ثلاثة مصادر، أولها إسرائيل، حيث تمد القطاع بطاقة مقدارها 120 ميجاوات، وثانيها مصر، وتمد القطاع ب28 ميجاوات، فيما تنتج محطة توليد الكهرباء في غزة نحو 60 ميجاوات.