قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن بعض الدول العربية" تخشى من ان يسمح الاتفاق النووى لإيران" بتمويل حروب بالوكالة، وتوسيع نفوذها الإقليمى فى المنطقة. وأضافت الصحيفة الأمريكية أنه على العكس من ذلك، فإن إدارة أوباما تتوقع أن يسمح الاتفاق النووى بتعزيز الأمن فى منطقة الشرق الأوسط. وقالت الصحيفة الأمريكية إنه مع إعلان القادة حول العالم عن الصفقة النووية المبشرة، قالت السعودية وهى الخصم الأكبر لإيران إقليميا إنها كانت دائما تؤازر وضع اتفاق لمنع إيران من الحصول على سلاح نووى، ومع ذلك فقد لمح البيان الصادرة عن سفارتها فى واشنطن إلى عدم الرضا، طالبا بتشديد عمليات التفتيش، والتحذير من ردود أفعال قاسية وحازمة، إذا ما استخدمت إيران الصفقة للتحريض على اى اضطرابات فى المنطقة. وقالت الصحيفة الأمريكية إنه بعيدا عن الموقف العلنى، فإن السعوديون كانوا أكثر صراحة، لافتة إلى ان أحد الدبلوماسيين السعوديين صرح للصحيفة بأن الاتفاق " خطير للغاية". ويسمح الاتفاق النووى برفع تدريجى للعقوبات الدولية عن إيران فى مقابل فرض قيود على البرنامج النووى الإيرانى، وما يثير قلق السعودية والدول العربية السنية فى المنطقة، أن رفع العقوبات يعنى حصول إيران على تدفقات نقدية قوية مما قد يشجعها على مواصلة سياستها الخارجية الحاجزة فى الوقت الذى تعانى فيه المنطقة من صراعات. وقال محللون إن رد السعودية وحلفائها على الصفقة سيكون أمرا حاسما، لتحديد مدى نجاحها خاصة ان هناك مخاوف من ان يشعل الاتفاق النووى سباق تسلح فى المنطقة. وقال الدبلوماسى السعودى، الذى طلب عدم الكشف عن اسمه للواشنطن بوست، بسبب حساسية الموضوع: "إذا تم رفع العقوبات فإن إيران ستحاول بشكل أكبر إعادة هيكلة المنطقة". وأضاف:" إيران تحاول تغيير الشرق الأوسط، وهذا غير مقبول للسنة". فى الوقت ذاته أعلنت سوريا الحليف لإيران عن تأييدها للصفقة النووية، مع تأكيد الرئيس السورى بشار الأسد على أنها " انتصار كبير". وفى تصريحات نشرتها وكالة الأنباء السورية الرسمية"سانا"، قال الأسد إن إيران ستواصل بزخم أكبر دعمها للقضايا العادلة فى المنطقة. واستخدمت إيران حزب الله اللبنانى لدعم الأسد فى الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ 4 سنوات، فى حين تدعم السعودية ودول الخليج المتمردين السنة فى البلاد. وفى اليمن تدعم إيران المتمردين الحوثيين الشيعة، فيما قامت السعودية بقيادة تحالف عربى بقصف المتمدرين دعما للائتلاف السنى هناك، هذا كما وسعت إيران نفوذها السياسى والعسكرى فى العراق مع خوض الحكومة لمعركة ضد تنظيم داعش. وقال الدبلوماسى السعودى إن هناك شعور بين قادة الخليج، ان الولاياتالمتحدة اندفعت إلى إبرام صفقة مع إيران قبل نهاية مدة رئاسة الرئيس الأمريكى باراك أوباما . وأضاف الدبلوماسى السعودى :" العلاقة بين الولاياتالمتحدة ودول الخليج سوف تصمد ولكن الوضع حساس جدا، وربما سوف نتطلع إلى شركاء آخرين مثل الصين إذا كانت الولاياتالمتحدة سوف تعطى كل شىء لإيران" . وسعى الرئيس أوباما لطمأنة قادة الخليج بشأن الاتفاق النووى الإيرانى، وفق ما نقله البيت الأبيض. وقال عبد الخالق عبد الله، محلل سياسى مقيم فى الإمارات إن الاتفاق النووى، قد يطلق سباقا للتسلح النووى فى المنطقة، رغم انه يحد من قدرة إيران حاليا على صنع سلاح نووى. وقال الدبلوماسى السعودى إن بلاده قد تتطلع إلى بدء برنامج للطاقة النووية، حتى يمكنها أن تقترب من الحصول على سلاح نووى إذا خرقت إيران الاتفاق وسعت إلى صنع سلاح نووى.