عن دار "العين" للنشر والتوزيع، صدرت مؤخرا، الرواية الثانية للأديب أحمد عبد اللطيف بعنوان "عالم المندل" والتى مزج فيها بين الفانتازيا والواقعية والعلم وبناء تصورات وتفسيرات دون الوصول إلى اليقين وتدور أحداث الرواية خلال 25 ساعة، وتبدأ قبل زفاف بطلتها بليلة واحدة، وتثير تساؤلات عميقة حول المرأة والجمال والوجود، كما ترصد البعد النفسي للبطلة، مستندة إلى الموروثات التي تتجادل معها. عن الوراية تقول الناقدة والروائية هويدا صالح : المدخل الرئيسي لقراءة هذه الرواية هو الخطاب الثقافي ، وليس هذا أنني أغفل البناء الجمالي للروائية ، فهي تتوفر على جماليات سردية عديدة استطاع الروائي أن يصوغ بها عالمه الروائي ، لكنني أفضل البدء بالخطاب لأنه في تقديري هو الرهان الرئيسي لعالم المندل . بعد قراءة متأملة للخطاب الثاوي خلف السرد نكتشف أنه يتكون من طبقتين ، الطبقة الأولى والتي تظهر من القراءة الأولى هي طبقة الخطاب النسوي الذي يكشف المسكوت عنه مما ترتكبه الثقافة في حق النساء ، فالرواية تطلق صرخة سيمون دي بوفوار أن النساء لا يولدن نساء ، بل هي الثقافة التي تصنعهن نساء ، وبالتالي تهمشهن ، وتكرّس لثقافة تنال من حقوقهن . تحكي الرواية قصة فتاة استيقظت من النوم لتجد لها عضوا ذكريا ، عضوا يمكنها من أن تتمرد وتثور على عالم همشها مرتين ، مرة لأنها أنثى ، وثانية لأنها لا تتمتع بالقدر الكافي من الجمال الذي يجعل العالم الذكوري يحتفي بها ويقبلها : " رأيت في المنام أن لي عضوا ذكريا ،فانتفضت من حلمي صارخة وأهلوس بكلمات وعبارات لا اذكرها ، وربما لم يسمعها أحد، هي المرة الأولى التي ارى فيها حلما شبيها . هي أنثى تشعر بوطأة المجتمع الذكوري ، فتقرر أن تهدمه من داخله ، لكنها غير قادرة على أن تتمرد على فحولة مجتمع القضيب ، فتقرر عبر أحلامها أن تتبادل معه الأدوار ، فتصير هي امرأة بقضيب ذكوري منتصب ، ليست هي وحدها ، بل هي وكل نساء المدينة ، ويصير الرجال بشفاة ملونة وشعور مستعارة وأقراط تتدلى من آذانهم ، ومشية أنثوية خليعة . إذن عبر الأحلام تتمرد الذات الساردة على مجتمع القضيب / الرجل ، فتسلبه فحولته ، ويتداخل الواقع مع الحلم ، فلا نعرف هل ما حدث لنساء الرواية هو مجرد حلم دار في لاوعي الساردة أم حدث فنتازي حدث فعليا في وعي النساء في النص : " سرت في طريقي بريب أن الجدار المشيد بين واقعي وأحلامي صار متآكلا" يذكر ان الروائى أحمد عبد اللطيف، صدرت روايته الأولى عام 2010 بعنوان "صانع المفاتيح"، وقد سبق له أن ترجم عن اللغة الأسبانية 12 عملا أدبيا، تتنوع ما بين القصة والرواية والمسرح والسيرة الذاتية