أدانت فصائل وهيئات وفعاليات شعبية في قطاع غزة بشدة سيطرة سلاح البحرية الإسرائيلي على السفينة "ماريان" طليعة سفن "أسطول الحرية3" والتي كانت في طريقها الى قطاع غزة لكسر الحصار البحري المفروض على القطاع لأكثر من ثمانية أعوام. ودعت المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لوقف عملية القرصنة الإسرائيلية والسماح لباقي سفن أسطول الحرية وللمتضامنين الدوليين على متنها بالوصول إلى قطاع غزة المحاصر منذ ثماني سنوات. وقالت "الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين" (يسار) إنها "تنظر بخطورة بالغة لعملية القرصنة الإسرائيلية على سفينة "ماريان" وهي تحمل العلم السويدي في عرض البحر المتوسط. واعتبرت الجبهة في بيان صحفي أن هذا الاعتداء "يمثل عربدة إسرائيلية يضع المجتمع الدولي ودول الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة أمام اختبار حقيقي في اتخاذ موقف حازم أمام الجرائم الإسرائيلية ليس فقط ضد الشعب الفلسطيني بل بتجاوزها الحدود ضد المتضامنين الأجانب والعرب معه". وحيت الجبهة الديمقراطية المتضامنين الأجانب والعرب لصمودهم الأسطوري وإرادتهم القوية في وجه آلة الحرب الإسرائيلية.ودعت إلى ضمان سلامة وأمن المتضامنين،كما دعت جماهير الشعب الفلسطيني للتعبير بكافة الأشكال عن رفضها وإدانتها لمنع الاحتلال السفينة "ماريان" من الإبحار إلى قطاع غزة لفك الحصار عنه. وعبرت الجبهة عن رفضها لكافة ادعاءات الاحتلال وأكاذيبه بأن غزة لا تخضع لحصار إسرائيلي.مؤكدة أن إسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة عن حصار شعب بأكمله في قطاع غزة لأكثر من 9 أعوام باعتبارها جريمة حرب تتنافى مع القانون الإنساني والدولي. ودعت المجتمع الدولي والأمم المتحدة للتدخل العاجل والعمل على فك الحصار عن القطاع وإلزام إسرائيل باحترام القانون الدولي والإنساني. من جهته، وصف النائب جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار على غزة سيطرة إسرائيل على سفينة ماريان في المياه الدولية خلال رحلتها التضامنية تجاه قطاع غزة ب"القرصنة والعدوان الخطير". وشدد الخضري في تصريح صحفي اليوم على أنه رغم اعتقال المتضامنين ومنع وصول السفينة إلا أن رسائلهم وصلت، فالأولى إلى الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة بأنهم معهم وأحرار العالم يضحون من أجلكم ويجب أن تعيشوا بأمن وسلام وانتهاء الحصار والاحتلال. وأضاف "أما الرسالة الثانية فهي لإسرائيل بأنه ما دام هناك حصار سيبقى الحراك مستمر لإنهائه ، وأن الأفضل كسره وفتح ميناء بحري والمطار والمعابر كافة، فيما الرسالة الثالثة للمجتمع الدولي بضرورة ممارسة ضغط حقيقي على إسرائيل لإنهاء الحصار والاحتلال". وأشار إلى أن رسالة المتضامنين الرابعة للأمتين العربية والإسلامية بضرورة زيادة حجم المساندة والدعم والاحتضان للمحاصرين في غزة والقدس والضفة الغربية وانقاذهم من التهويد والاستيطان. وتساءل الخضري "من أعطى الحق لإسرائيل أن ترتكب هذه الجريمة بمنع نشطاء ومتضامنين وشخصيات اعتبارية من الوصول إلى غزة بطريقة قانونية وشرعية، وأين العالم من هذه الجريمة". وأضاف "إسرائيل اخترقت قانون الملاحة البحري باختطاف سفينة ماريان من المياه الدولية واقتيادها عنوة بمن عليها إلى ميناء اسدود". بدورها، دعت "الحملة الأوروبية لكسر الحصار" عن قطاع غزة المجتمع الدولي وأحرار العالم لأخذ مسئولياتهم تجاه القرصنة الإسرائيلية بالمياه الدولية. وقال عضو الحملة رامي عبده في مؤتمر صحفي عقده بمدينة غزة اليوم إن "استخدام العنف مع السفينة يكشف عن عدوانية إسرائيل للإنسانية وتخبطها في التعامل مع الأسطول" ، وأضاف: "إن أسطول الحرية- الذي يتكون من خمس سفن- وإن لم يكن وصل بسفنه ومتضامنيه الأحرار إلى غزة؛ فإن رسالته وصلت بقوة لأرجاء العالم، وهي أن الحصار لن يطول ولن يستمر". وطالب عبده بمواقف دولية وعربية جريئة إزاء القرصنة التي مارستها قوات الاحتلال على المتضامنين الذين جاؤوا يحملون مساعدات إنسانية للسكان المحاصرين في غزة. وأكد أن سفن أسطول الحرية ستواصل الإبحار مرات أخرى إلى غزة حتى كسر الحصار البحري والحصار بشكل كامل وإعطاء القطاع حقه في بناء ممر مائي وميناء يربطه بالعالم الخارجي. ودعا الحكومة السويدية- التي تحمل السفينة ماريان علمها - للتدخل لضمان سلامة المتضامين والحكومة التونسية وشعبها للتحرك لعدم المساس بالرئيس السابق محمد المنصف المرزوقي الذي قدِم إلى القطاع على ظهر السفينة التي قرصنتها بحرية الاحتلال. وأشار عبده إلى أن سفينة خامسة من سفن أسطول الحرية الثالث ستبحر من اليونان باتجاه غزة خلال 48 ساعة المقبلة وذلك في حال عدم نجاح الضغوطات التي تتعرض لها اليونان من الاحتلال الإسرائيلي وأنصاره لمنعها من التوجه للقطاع. وكان سلاح البحرية الإسرائيلي قد سيطر فجر اليوم على السفينة "ماريان" طليعة أسطول الحرية لكسر الحصار على غزة في المياه الدولية واقتادها إلى ميناء أسدود وعلى متنها نحو 70 متضامنا من النشطاء السياسيين والحقوقيين والصحفيين من عشرين دولة بينهم الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي. وعلى إثر ذلك، عادت السفن الثلاث المرافقة للسفينة "ماريان" ضمن الأسطول أدراجها، على أن تشارك في رحلات بحرية مقبلة باتجاه غزة، وفق الحملة الأوروبية.