قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير الذي يزور غزة يوم الاثنين إن أي فتح لحدود القطاع وتحقيق انتعاش اقتصادي بعد الحرب المدمرة التي وقعت العام الماضي يتوقف أساسا على ضمان عدم إطلاق مزيد من الصواريخ على إسرائيل. وأضاف شتاينماير للصحفيين "نحن بحاجة لاستثمارات محلية ومن الخارج. وبالتالي نحتاج أيضا إلى إمكانية تصدير البضائع.. التي يتم إنتاجها هنا (في غزة). ولا يمكن أن يحدث هذا إلا بفتح الحدود." وتابع قوله "ولكن الحقيقة الكاملة هي: أن كل هذا لن يحدث.. في ظل أصعب الظروف.. إلا حينما يكون هناك يقين حقيقي بأن (غزة) لم تعد منصة لإطلاق الصواريخ." وتشهد المنطقة هدوءا إلى حد كبير منذ وقف لإطلاق النار أبرم في أغسطس آب بين إسرائيل وحماس على الرغم من اطلاق صاروخ من غزة وسقوطه في منطقة خالية بالقرب من مدينة أسدود الاسرائيلية الساحلية في 26 مايو أيار ورد إسرائيل بضربات جوية لم تسفر عن خسائر بشرية. وشددت إسرائيل ومصر القيود على حركة تنقل الناس والبضائع عبر الحدود مع قطاع غزة لأسباب أمنية. ويضم القطاع الفلسطيني 1.8 مليون نسمة وتسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس). وتنبذ إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حماس بسبب عدائها لإسرائيل. ولم يلتق شتاينماير بمسؤولين من حماس خلال جولته التي تضمنت زيارة مدرسة بنات تابعة للأمم المتحدة بنيت من المساعدات الألمانية. وأطلق نشطاء فلسطينيون في غزة آلاف الصواريخ وقذائف المورتر على إسرائيل خلال الحرب التي استمرت 50 يوما في يوليو تموز وأغسطس آب الماضيين والتي أدى فيها القصف والضربات الجوية الإسرائيلية إلى اضرار جسيمة بالقطاع وتدمير آلاف المنازل. وقتل أكثر من 2100 فلسطيني أغلبهم من المدنيين بينما قتل 67 جنديا وستة مدنيين في الجانب الإسرائيلي. وأدى بطء وتيرة المصالحة بين حماس والسلطة الفلسطينية المدعومة من الغرب والتي يقودها الرئيس محمود عباس إلى زيادة المصاعب وعرقلة وصول المساعدات الأجنبية واستيراد مواد البناء. وقال شتاينماير الذي التقى زعماء اسرائيليين وايضا زعماء فلسطينيين في الضفة الغربية إن جميع أطراف الصراع "تدرك أننا نجلس على برميل بارود ونلزم الحذر لكيلا يشتعل."