قال وزير خارجية ألمانيا فرانك فالترشتاينماير، اليوم الاثنين، إن الوضع القائم في قطاع غزة "لا يجوز أن يستمر أبدا"، داعيا إلى تسريع جهود إعمار القطاع وتحسين مستوى حياة سكانه. وذكر شتاينماير، خلال مؤتمر صحفي عقده في مرفأ غزة البحري، أنه بحث مع السياسيين في إسرائيل والسلطة الفلسطينية كيفية العمل لخلق أفاق للحياة في غزة. وقال "في جميع الاجتماعات تحدثت عن الأمل وتيقنت أننا نجلس هنا على برميل بارود لا يجب أبدا أن ينفجر". وحث شتاينماير على بذل مزيد من الجهود لدفع إعادة الإعمار في قطاع غزة، مشيرا إلى أن الحكومة الألمانية تساهم في ذلك. ودعا إلى عدم تكرار الأحداث العسكرية وما تخلفه من دمار في قطاع غزة. وقال "لتجنب مخاطر التصعيد (في غزة) نحن بحاجة إلى جانب المساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار العمل على تحسين الوضع الاقتصادي واستثمارات من الداخل والخارج وإمكانيات التصدير للبضائع المحلية وهذا لا يتم إلا من خلال فتح المعابر". وشدد شتاينماير على أنه "من الصعب إنجاز ذلك دون وقف لإطلاق الصواريخ من غزة باعتبار أن الأمن مقابل للتنمية البشرية هنا وتطوير حياة السكان ". وكان شتاينماير وصل إلى قطاع غزة عبر حاجز بيت حانون/إيرز الخاضع للسيطرة الإسرائيلية في شمال القطاع. ولدى وصوله غزة افتتح شتاينماير مدرسة تتبع لوكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في مدينة غزة. وتفقد الوزير الألماني مناطق الدمار في حي "الشجاعية" شرقي مدينة غزة جراء الهجوم الإسرائيلي الأخير على القطاع صيف العام الماضي. والتقي شتاينماير نازحين فلسطينيين ممن دمرت منازلهم في الهجوم الإسرائيلي وأطلع على أوضاعهم. وكان شتاينماير حذر أمس الأحد خلال زيارته لإسرائيل من حرب جديدة في قطاع غزة، واصفا الوضع حاليا بأنه "بالغ الخطورة". وطالب شتاينماير إسرائيل والفلسطينيين باستئناف المفاوضات في عملية السلام المتعثرة. ولاحقا تفقد شتاينماير مرفأ الصيادين "مشروع غرف الصيادين" الممول من البنك الألماني للتنمية من خلال برنامج الأممالمتحدة الإنمائي. وقال نقيب الصيادين الفلسطينيين نزار عياش لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، إن شتاينماير التقي أربعة صيادين فلسطينيين وأطلع منهم على حجم القيود الإسرائيلية على عملهم. وذكر عياش أنه تم إطلاع الوزير الألماني على اعتقال قوات البحرية الإسرائيلية خمسة من الصيادين الفلسطينيين قبالة ساحل شمال مدينة غزة بالتزامن مع زيارته إلى القطاع. وأضاف أن شتاينماير وعد بالعمل على تحسين أوضاع الصيادين الفلسطينيين وتخفيف القيود الإسرائيلية المفروضة على عمهم إلى جانب دعم احتياجاتهم. ولم يلتق شتاينماير أي من مسؤولي حركة المقاومة الإسلامية "حماس" التي كانت أعلنت مساء أمس ترحيبها بزيارتها إلى قطاع غزة ووصفتها ب "الخطوة المهمة". وأعربت الحركة عن تطلعاتها "أن تلعب ألمانيا الدور الذي يتناسب مع حجمها على المستوى الأوروبي والدولي لرفع الحصار عن غزة، ووقف العدوان وإنصاف الشعب الفلسطيني". وشتاينماير هو ارفع مسؤول ألماني يصل قطاع غزة منذ شن إسرائيل هجوما عسكريا واسع النطاق على القطاع في الفترة من الثامن من يوليو حتى 26 أغسطس الماضيين وأدى إلى مقتل أكثر من 2140 فلسطينيا، وما يزيد عن 10 آلاف جريح.