ذكرت مجلة (تايم) الأمريكية أن استطلاعات الرأي النهائية قبل جولة الإعادة في انتخابات الرئاسة الفرنسية المقرر إجراؤها بعد غد الأحد قد أظهرت اقتراب نيكولا ساركوزي من خصمه الاشتراكي فرانسوا هولاند غير أنها توقعت وصول الأخير لقصر الإليزيه. وأوردت المجلة - في تقرير أوردته مساء اليوم على موقعها على شبكة "الإنترنت" - أن ساركوزي قد تنبأ اليوم "الجمعة" بما سماه "مفاجأة"، فيما حث هولاند مؤيديه على عدم التهاون مع اقتراب الحملة الشرسة من قمتها، مدفوعا بمخاوف من قضايا مثل البطالة والهجرة ومستقبل فرنسا الاقتصادي. وأفادت المجلة أن نتائج تلك الانتخابات من شأنها أن تؤثر على الجهود الأوروبية المبذولة لاحتواء أزمة الديون التي تعاني منها القارة، وعلى مدى بقاء قوات فرنسية في أفغانستان ومقدار استخدام فرنسا جهودها العسكرية والدبلوماسية حول العالم. وأضافت المجلة أن ساركوزي، المرفوض من قبل العديد من المصوتين بسبب تناوله لمشكلة الاقتصاد، قد وعد بأنه سوف يخرج منتصرا الأحد، كما صرح ساركوزي، في حديث أدلى به لراديو (أوروبا - 1) بأن الأمر رهن بإقبال المصوتين الفرنسيين على صناديق الاقتراع في انتخابات طالما أنبأت استطلاعات الرأي بفوز هولاند بها، وقالت المجلة في بيانها إن ساركوزي بدأ متفلسفا على نحو متزايد ومؤهلا نفسيا لهزيمة محتملة. وبسؤاله عما سيفعل حال خسارته، أجاب ساركوزي ببساطة بأنه سوف يكون ثمة تسلي للسلطة وقتئذ، قائلا "على الدولة أن تتابع مسيرتها، فمصير الدولة أبقى من مصير من يخدمونها"، مضيفا أن حقيقة انتهاء الحملة الانتخابية باعثة على الراحة أكثر من القلق. على الجانب الآخر، أشارت المجلة إلى قيام هولاند بحث مؤيديه على عدم التهاون، ونقلت قوله في تجمع صاخب بمدينة تولوز جنوبي البلاد مساء أمس الخميس "صرنا قاب قوسين أو أدنى من الفوز". وتشير استطلاعات الرأي الصادرة مؤخرا إلى تضاؤل الفجوة بين المرشحين، غير أن النتائج لا تزال تصب في صالح هولاند، حيث أظهر استطلاع الرأي الذي أجرته وكالة (بي في أيه) أن نسبة 5ر52\% من الأصوات تؤيد هولاند مقابل 5ر47\% تؤيد ساركوزي،فيما أظهر استطلاع أجرته وكالة (سي إس أيه) أن نسبة 53\% من الأصوات تؤيد هولاند مقابل 47\% تؤيد ساركوزي. وقد سجل هذا الاستطلاع بالنسبة للوكالتين أصغر فارق في الأصوات على مدار الحملة الانتخابية، التي شهدت من أشهر قليلة مضت استطلاعات تتنبأ بفوز ساحق لهولاند بنسبة 60\% مقابل 40\% فقط لساركوزي.