قصف الجيش اللبناني بالمدفعية الثقيلة وقذائف الدبابات تحركات المجموعات المسلحة في جرود رأس بعلبك بشمال شرق لبنان مع تمشيط بالأسلحة الرشاشة الثقيلة في محيط مواقعه. يأتي ذلك في ظل تضارب الأنباء بشأن نتائج القتال في منطقة جبال القلمون السورية المتاخمة للبنان بين حزب الله والجيش السوري من ناحية وبين المسلحين الذين اندمجوا فيما يعرف بجيش الفتح بقيادة جبهة النصرة. فقد ذكرت قناة المنار التابعة لحزب الله أن الجيش السوري ومقاتلي حزب الله تمكنوا من بسط سيطرتهم اليوم على كامل جرود رأس المعرة في القلمون بمساحة 78 كلم مربع ، ويتقدمون في جرود فليطا (مناطق سورية محاذية للبنان) وسط انهيار في صفوف المسلحين ، حسب قولها . وأشارت إلى أن الجيش السوري ومقاتلي حزب الله سيطروا على كامل سلسلة جبال الباروح ومعبر الفتلة الذي يربط بلدة راس المعرة السورية بجرود نحلة اللبنانية. وقال مصدر مطلع على شئون حزب الله لوكالة أنباء الشرق الأوسط إن حزب الله يتحمل جزءا كبيرا من عبء القتال في هذه المعركة مقارنة بالجانب السوري. وأوضح أن لحزب الله أهدافا استراتيجية عديدة من هذه المعركة منها تأمين الحدود اللبنانية خاصة البلدات الشيعية في البقاع وتأمين الطريق من دمشق لبيروت ومن دمشق لحمص ومن بعدها حماة والساحل السوري حيث معقل النظام (منطقة ذات غالبية علوية). ولفت إلى أن المسلحين في منطقة جبال القلمون السورية هم مجموعة معزولة شبه محاصرة تقريبا ، ولكن حزب الله يتخوف من حدوث تطورات لصالح المسلحين في منطقة سهل غاب شمال حماة ومن بعدها حمص مما يحول هذا الجيب المحصور للمسلحين في جبال القلمون السورية إلى لسان يشكل امتدادا لوجود المعارضة المسلح في منطقة أدلب بشمال سوريا ، كما أن الحزب يضع في اعتباره كل الاحتمالات بما فيها احتمال سقوط النظام وبالتالي يؤمن هذه المنطقة الهامة بالنسبة له. على الجانب الآخر ، قلل مصدر مسئول من بلدة عرسال اللبنانية من هذه الأنباء ، معتبرا أن الحرب ستطول وهي حرب عصابات وهناك خسائر كبيرة للجانبين. ولفت المصدر إلى أن الحديث يضخم بعض الانتصارات مثل سيطرته على تلة موسى التي قال إنها تلة مرتفعة يصل ارتفاعها إلى 2400 متر طقسه قارص البرودة ، وأي من يسيطر عليها يتعرض لقصف المدفعية من كل جهة. وأشار الى أن الجيش اللبناني تدخل اليوم في الاشتباكات من خلال القصف المدفعي في جرود رأس بعلبك ، في حين أنه لم يتدخل سواء في المعارك بين حزب الله والمسلحين أو بين داعش والنصرة والتي دارت بالقرب من حواجزه.