* ظهور القاعدة جاء بعد قصف مسجد ابن تيمية وظهور داعش بعد هدم مسجد السلفية الجهادية * تأسست "ولاية بيت المقدس" من فلول الجماعات التابعة للقاعدة * التنظيم يساند "ولاية سيناء" فى العمليات الكبري في الأسبوع الأول من نوفمبر العام الماضي، أعلن تنظيم "أنصار بيت المقدس" فى سيناء، مبايعته أمير "داعش" أبو بكر البغدادي، وإعلان التنظيم ولاية تابعة للأمير وجماعته، فى نفس اليوم كانت هناك جماعة مسلحة تعلن البيعة لأبو بكر البغدادي، أطلقت على نفسها "ولاية بيت المقدس"، لكن تسليط الضوء الإعلامي المحلى والإقليمي، على خطوة أنصار بيت المقدس، غطى على ذلك فى غزة، كما أن غيابها عن ساحة الأحداث فى غزة وعدم تقديم أى نشاط على الأرض أو إعلامي، زاد من جهل غير المختصين عن تواجد التنظيم على الأراضي الفلسطينية.
أول ما يتبادر للأذهان، سؤال عن علاقة ولاية سيناء بولاية بيت المقدس، هنا تقول مصادر مقربة من دائرة التنظيم، أكدت أن القيادات يعيشون فى سيناء، حيث أن هناك صفقة بينه وبين أجهزة حماس الأمنية، تمت فترة أن كانوا أعضاء فى تنظيم أنصار بيت المقدس، وقبل إعلان البيعة للبغدادى، اتفقا خلالها على أن يمارسوا نشاطهم فى سيناء مقابل أن توفر لهم حماس ملاجئ أمنه من الأجهزة الأمنية المصرية، فى الحالات القصوى للغاية، مقابل إلا يمارس التنظيم إى نشاط دعوى أو مسلح فى القطاع.
لكن بعد أن أعلنت البيعة للبغدادى نهاية العام الماضي، نكست حماس صفقتها، خوفاً من التوغل الداعشي فى غزة، لما تراه يهدد سيطرتها على مقاليد الحكم، فبدأت حملة الإعتقال ومنعتهم من الدخول إلى غزة عبر الأنفاق، فى الوقت الذى توجه لهم القوات المسلحة المصرية ضربات قوية.
وأضافت المصادر إلى أن "ولاية بيت المقدس" يقدم المساندة فى العناصر المسلحة، لتنظيم ولاية سيناء فى العمليات الكبرى مثل كرم القواديس والكتيبة 101، وغيرهم من المسائل التى تحتاج إلى عدد كبير، من العناصر ذات القدرات القتالية الإحترافية.
البداية من القاعدة
بالرجوع للأصل والنشأة، نجد أن "ولاية بيت المقدس" تكونت من عناصر تابعة فى الماضي لتنظيم القاعدة، خاصة بعد ان قمعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، كل تحركات الفصائل الإسلامية المتواجده فى قطاع غزة، خاصة من يرتكزون فى منهجهم الفقهي إلى الحاكمية، وأعتبروا هذه القاعدة الفقهيه حق حصري لهم، فطاردت وقتلت واعتقلت الجماعة السلفية الجهادية، بعد الخطبة التى ألقاها عبد اللطيف موسى أمير السلفية الجهادية في قطاع غزة، أعلن خلالها عن انطلاق إمارة فلسطين الإسلامية "أكناف بيت المقدس"، فقامت بقصف مسجد أبن تيمية معقلهم، لتقتل أمير الجماعة وقياداتها، ويبدأ الصراع العلنى بينهما، فى تلك الفترة كانت حماس تطارد كل الفصائل الإسلامية المتبنيه لمنهج تنظيم القاعدة الجهادى، تخوفاً من أن يكونوا نواة بناء تنظيم القاعدة فى غزة.
الأمر الذى جعل عدد كبير منهم يهرب إلى سيناء، باحثاً عن ملاذ أمن وفسحة من الوقت ليعيدوا ترتيب أرواقهم ويضعون خطط تحركهم فى مواجة حركة حماس وأجهزتها الأمنية فى القطاع، وكان يتلقفهم تنظيم التوحيد والجهاد فى سيناء والتابع لتنظيم القاعدة، ويقوم على إقناعهم بمبايعة الظواهري أمير التنظيم.
نواة "ولاية بيت المقدس"
مع إندلاع موجات الإحتجاج فى مصر وإنتشار الإنفلات الأمنى، تسلل إلى سيناء هرباً من حماس، عناصر من جيش الإسلام وتنظيم جلجلت والتوحيد والجهاد وغيرهم من الفصائل، وتجمعوا فى تنظيم (مجلس شورى المجاهدين – أكناف بيت المقدس) فى محاولة منهم إلى توحيد القوى ضد النظام المصرى والحركة المسيطرة على مقاليد الحكم فى غزة، وبدأ ظهور قيادات طبيعية فلسطينية، افرزتها الحالة الغزاوية، ولأن الجينات القبلية تفرض القيادة لغير أبناء المنطقة، كانت حالة من التوتر الخفي تحكم العلاقات بين المصريين والفلسطينيين فى التنظيم الجديد، الذى جمع شتات الحركات الجهادية والتكفيرية جميعاً.
حتى ظهر دعاة "داعش" بينهم وبدأ الإستقطاب والإغراءات، وقرروا جميعاً بيعة البغدادى فى نهايات 2014، بعد عام كامل من التواصل بينهم وبين التنظيم الأم فى العراق، وتلقى الدعم المالى والتسليحى والخططي، وخرج بيان البيعة معلناً عن وجود فرع للتنظيم فى القطاع، موكناً من قيادات جيش الإسلام وجلجلت والسلفية الجهادية، الذين كانوا ينتظرون الثأر من حماس ووجدوا غايتهم فى الإنضمام إلى "داعش"، ليعلنوا عن بداية المواجهه معها بعد واقعة هدم مسجد للسلفية الجهادية منذ ايام قليلة، ليكون بداية الموقف مسجد وبداية الصراع مسجد.