* العلاقات الثنائية وملف الضبعة وصفقات السلاح على أجندة السيسى وبوتين * «إس 300» والدبابة «أرماتا» فى المقدمة وصيغة نهائية لإعلان صفقات السلاح * كبير مراسلى الوكالة الروسية: زيارة السيسى لموسكو تعنى لنا الكثير والرئيس أنقذ مصر استعدت العاصمة الروسية موسكو لاستقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي الذى يزور معقل الدب الروسى يوم السبت المقبل للمشاركة فى احتفالات روسيا بعيد النصر السبعين تلبية لدعوة الرئيس الروسي فلاديمر بوتين، خلال زيارته للقاهرة في فبراير الماضي. الزيارة ستستغرق يوماً واحداً يشارك فيها السيسي مع عدد من زعماء العالم في الاحتفالات ومشاهدة العروض العسكرية، بينما يجري الترتيب لسلسلة لقاءات بين السيسي وعدد من الرؤساء ورؤساء الحكومات المشاركين في العروض التي تباشر الرئاسة التنسيق لها. ومن المقرر حسب تصريحات المسؤولين الروس مشاركة رؤساء 27 دولة ليشاهدوا أكبر عرض عسكري في عيد النصر السبعين على النازية الألمانية، فيما سيكون برفقة السيسي وفد عسكري رفيع المستوى. ووفقا المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية، السفير علاء يوسف، تجري ترتيبات لتحديد موعد زيارة أخرى للسيسي يلتقي خلالها بوتين والمسؤولين الروس لبحث مستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين وتفعيل الاتفاقيات التي وقعت في القاهرة ومن المتوقع ان تكون هذه الزيارة خلال شهر أغسطس المقبل أو قبل نهاية العام الجاري على أقصى تقدير، حيث تتضمن توقيع الاتفاقات النهائية لإنشاء المفاعل النووي المصري بالضبعة، بالإضافة إلى توقيع اتفاقيات أخرى تقوم الوزارات المعنية في البلدين بتحضير صياغتها القانونية لتوقيعها. صفقات السلاح الاتفاقيات سيكون من بينها أيضاً الحصول على منظومة الدفاع الجوي «إس 300» ومجموعة من الدبابات الروسية «أرماتا» التي تعد من أقوى الأسلحة الروسية، علماً بأن قادة عسكريين من البلدين بدأوا بالفعل مفاوضات للتوصل إلى صيغة نهائية، لإعلان صفقات السلاح. وطلب السيسي من مسؤولي البحث العلمي سرعة الانتهاء من الاتفاق المبدئي الخاص بتصنيع قمر صناعي مصري جديد يطلق من روسيا، مع تدريب مهندسين وعلماء مصريين في موسكو، وهو بروتوكول التعاون الذي وُقِّع خلال زيارة السيسي السابقة لمدينة سوشي الروسية العام الماضي. وحول احتفالات عيد النصر قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن 26 من رؤساء الدول أكدوا مشاركتهم في احتفالات عيد النصر يوم 9 مايو القادم في موسكو. ونقلت وكالة أنباء ((ريا نوفوستي)) عن لافروف قوله "حتى يوم الاثنين الماضي أكد 26 من رؤساء الدول وكذلك مدير منظمة اليونسكو ورئيس مجلس أوروبا مشاركتهم في الاحتفالات". وشدد لافروف على أن الغرض من الاحتفال "ليس فقط تأبين الذين دافعوا عن أوروبا والعالم في مواجهة النازيين وانما أيضا تحسين الوضع الراهن في القارة الأوروبية ومنع حدوث شقاق جديد في أوروبا". من جانبه قال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي يزور روسيا للمشاركة في مراسم احتفالات عيد النصر الروسي المقررة، السبت المقبل، بدعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تستغرق عدة ساعات. وأضاف أنه «سيتم عقد جلسة مباحثات بين السيسي ونظيره الروسى بحضور وزيرى دفاع البلدين، لمناقشة إمكانية توقيع عقد اتفاق للمرة الثانية بين البلدين حول إدارة وتدريب مصريين على إطلاق قمر صناعي جديد ليكون هو الثاني في تاريخ التعاقدات المصرية الروسية في مجال تكنولوجيا الفضاء». وقال روفائيل بانينو كبير مراسلى وكالة الأنباء الروسية أن الاحتفالات بعيد النصر فى روسيا لها طابع خاص لأنها تعد الذكرى ال70 على رحيل ما يقرب من 20 مليون روسى منذ اندلاع الحرب العالمية الثانية "ونحن كمواطنين روس نطلق عليها الحرب الوطنية العظمى". السيسى أنقذ مصر وأكد روفائيل أنه فى كل احتفال يتم دعوة عدد من رؤساء وقادة الدول وتلبية الرئيس عبد الفتاح السيسى الدعوة تؤكد استقلال القيادة المصرية مؤكدا أن قدوم السيسى إلى روسيا يمثل الكثير بالنسبة للمجتمع الروسى قيادة وشعب فهو معروف لدينا أنه منقذ مصر بعد أن وقعت فى أيدى الجماعات الإرهابية" وقال روفائيل، إن الرئيس السيسى فهو رجل محب للسلام وحريص أن تكون مصر على علاقة طيبة مع كافة الدول وأنه دائمًا يأخذ قراراته بشكل مستقل، متابعًا: "نشرنا كوكالة للأنباء الروسية تصريح المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية المصرية السفير علاء يوسف والذى يؤكد حضور السيسى وتداولت جميع المواقع الإخبارية الروسية الخبر". من ناحية أخرى أكدت صحيفة "ازفيستيا" الروسية أن الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى سيزور روسيا يوم 9 مايو، لمشاركة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين احتفالات عيد النصر خلال الذكرى ال70 لانتصار روسيا فى الحرب الوطنية العظمى على أعدائها. وأشارت الصحيفة الروسية أنه سيحضر هذا الاحتفال أكثر من 30 قائدا من الدول الأخرى إلى روسيا للمشاركة فى احتفالات عيد النصر فى الساحة الحمراء احتفالا بالذكرى السبعين للنصر فى الحرب الوطنية العظمى (1941 – 1945)، التى ستجرى فعالياتها الختامية فى 9 مايو القادم فى موسكو وسائر مناطق البلاد. وأضافت الصحيفة الروسية نقلا عن مصدر فى وزارة الخارجية الروسية أنه من المتوقع أن يزور روسيا يوم 9 مايو رؤساء (مصر وطاجيكستان وروسيا البيضاء وكازاخستان وأرمينيا، وأذربيجان، وقيرغيزستان، والصين، وفيتنام، وكوريا الشمالية، وهولندا، واليونان، إسرائيل) الجدير بالذكر أن روسيا تحيى عيد النصر على النازية يوم 9 مايو من كل عام ذكرى الانتصار على ألمانيا النازية، ويقام عرض عسكري فى الساحة الحمراء فى موسكو، وهو عيد وطنى تحتفل فيه روسيا وعدد من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق باستسلام ألمانيا النازية فى الحرب العالمية الثانية. الترتيب للزيارة وفى إطار الترتيب لزيارة الرئيس السيسى غادر مطار القاهرة الدولي وفد من رئاسة الجمهورية علي طائرة مصر للطيران المتوجهة الي موسكو للاعداد لزيارة الرئيس السيسي للمشاركة في احتفالات النصر في موسكو . وقالت مصادر امنية بالمطار ان الوفد يضم 8 ركاب من رئاسة الجمهورية برئاسة عبد العزيز أمين صفي الدين وتم انهاء اجراءات سفرهم علي الطائرة المصرية المتجهة الي موسكو . وتستعد روسيا بقوة للإعداد لاحتفالات الذكرى ال70 للانتصار على ألمانيا النازية فى الحرب العالمية الثانية يوم 9 مايو، بمشاركة أكثر من 30 قائدا من الدول الأخرى ، تعرض روسيا خلال هذا اليوم العديد من المعدات العسكرية القوية والتى سيكون منها معدات تعرض لأول مرة. وعيد النصر هو عيد وطني تحتفل فيه روسيا وعدد من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق باستسلام ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، وهي نزاع دولي مدمر شاركت فيه الغالبية العظمى من دول العالم، في حلفين رئيسيين هما: قوات الحلفاء ودول المحور، البداية الفعلية للحرب تعتبر الأول من سبتمبر 1939، وذلك عندما اجتاحت ألمانيا بولندا، وتوالت بعدها إعلانات الحرب على ألمانيا، وانتهت الحرب في أوروبا بسيطرة الاتحاد السوفيتي على برلين والاستسلام غير المشروط من قبل الألمان. فيسك يتحدث من جانبه علق الكاتب روبرت فيسك في صحيفة "إندبندنت" البريطانية، على زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأخيرة إلى مصر بقوله أنها تعبر عن تشابه "عقلين" وقد تفضي إلى تحالف ضد الإرهاب، حيث يتشارك بوتين والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في الموقف نفسه من الإسلاميين. وذكر فيسك أن زيارة بوتين لمصر كانت من اجل التباحث في عقود تجارية تصل قيمتها إلى المليارات لبيع مصر أسلحة ودبابات، بالإضافة لبحث تكوين تحالف ضد الإرهاب. ونظرا لأهمية الزيارة فقد قام السيسي باستقبال بوتين، وأخذه شخصيا إلى دار الأوبرا؛ لحضور حفل موسيقي ومقتطفات من تشايكوفسكي "بحيرة البجع"، وفيردي "عايدة"، ورقص من مصر الفرعونية. ولاحظ فيسك الطريقة التي عالجت بها الصحافة المصرية الزيارة، مشيرا إلى أن عصر "العلاقات الأخوية" بدا في القاهرة، حيث خصصت صحيفة "الأهرام"، التي تعد من أكثر الصحف المصرية طاعة وإذعانا للحكومة، صفحة كاملة عن الرئيس الروسي في عددها، وتحت عنوان كبير "بوتين- بطل المرحلة"، الأمر الذي ربما ذكر بزيارة خرشوف عام 1964 إلى مصر. ويقول الكاتب إن المصريين قاموا بتعليق صور بوتين في شوارع وسط القاهرة، حيث كتب على الصور كلمة "مرحبا" بالعربية والروسية والإنجليزية. ويرى الكاتب أن التحولات المصرية تجاه "روسيا الأم" جاءت بعد تردي العلاقة المصرية – الأمريكية، التي اتهمت بدعم حكومة الإخوان المسلمين عام 2011، وهذه أول مرة يعود فيها الروس إلى مصر منذ عام 1972، عندما طردهم الرئيس المصري أنور السادات. ويقول فيسك: "أفضل ما في الأمر هو أن كلا من الزعيمين يريد الخروج من اللقاء بحليف، بعد أن عانى كلاهما من الانتقادات الحادة التي وجهها الغرب لهما ولنظاميهما الدمويين. فقد أشرف الرئيس المصري على قتل المئات من مؤيدي الإخوان في عام 2013، فيما أشرف الرئيس الروسي على احتلال دموي لأجزاء من شرق أوكرانيا العام الماضي، وعليه فهناك الكثير للحديث عنه". ويضيف الكاتب أن "هناك موضوع تأخير واشنطن تسليم الأسلحة لمصر، وتعليقها المساعدات العسكرية، وانهيار ما يطلق عليه (الحوار الاستراتيجي) بين الولاياتالمتحدة ومصر، حيث كان هذا الحوار حاضرا في عهد كل من السادات ومبارك وهناك حديث عن رغبة روسية ببناء مفاعل نووي في مصر، وهو أمر تعامل معه مبارك بنوع من الخوف؛ بسبب الكلفة المالية، ومخاوف علمية حقيقية". ويجد فيسك أنه مع فرض الغرب عقوبات على روسيا زاد التعاون الثنائي بين روسيا ومصر، وعرضت الأخيرة زيادة الصادرات الزراعية إلى روسيا بنسبة 30%. وفي حديثه لصحيفة "الأهرام" قال بوتين إن التجارة المتبادلة بين البلدين تصل إلى 4.5 مليار دولار. ويبين الكاتب أن أهم ما في العلاقات هو صفقة السلاح وقيمتها 3.5 مليار دولار، والاتفاقية التجارية الثنائية، التي ستوقع وتدفع بالعملة الروسية "الروبل"، وليس الدولار، وهو ما يشكل أرضية لتحالف روسي- مصري ضد الإرهاب. ويشير فيسك إلى أن إسرائيل لن تشكو من هذا التحالف، خاصة أن السيسي أدار ظهره للإخوان المسلمين وحماس في غزة، "ولأن بوتين لم يظهر أي ندم تجاه أفعال رئيس النظام السوري الوحشية، فآلاف الجثث المحطمة للإسلاميين المصريين في معسكر اعتصام لن تحرمه من النوم في الليل". ويختم فيسك قائلا: "إن كلا من واشنطنوروسيا عانتا من الإدمان على الحكام العسكريين. وبوتين قد تقاعد من (كي بي بي) برتبة جنرال عقيد. أما المارشال السيسي، فيعرف جيدا كيفية عمل (الدولة العميقة)؛ فالوطنية والقومية والفساد هي الدم الذي يؤكد نجاة النظام في الشرق الأوسط".