احتفلت مجلة حواء بالذكرى الستين لصدورها في يناير عام 1955 عن مؤسسة دار الهلال العريقة التي تأسست عام 1892 بإصدار عدد تذكاري رصدت فيه إنجازات المرأة المصرية الاجتماعية والسياسية والتشريعية والفنية والتي كان لحواء نصيب منها بمساندتها لمطالب المصريات منذ خروجهن الأول في ثورة 1919 وحتى ثورة 30 يوينو المجيدة. ووصفت الكاتبة الصحفية ماجدة محمود رئيسة تحرير حواء صدور العدد أمس بأنه من أهم وأسعد أيام حياتها على الصعيد المهني والإنساني حيث اعتبرته بمثابة نوبة صحيان واستنهاض لهمم المصرية لمواصلة دورها في بناء وطنها ومستقبله بعد أن حاول تيار الإخوان المسلمين إقصاءها وهدم مكتسباتها. وفي تصريح خاص ل"صدى البلد" قالت رئيسة تحرير حواء: لقد أردنا بهذا العدد الذي يعد أرشيفا ينبض بالكفاح والنضال أن نجدد العهد للمرأة المصرية وأننا سنظل شركاء لها حتى تنال كافة حقوقها وتتبوأ مكانتها التي تليق بها . وأضافت : منذ أن جلست على الكرسي الذي سبقتني إليه الكبيرة أمينة السعيد أول رئيسة تحرير للمجلة وأنا أستشعر عظم المسئولية التي وكلت إلينا وأدركت عن قرب مدى الجهد المطلوب منا لنعود بالمرأة المصرية إلى مسارها العظيم الذي حاولت بعض قوى الظلام أن تجرفها بعيدا عنه. وعن سبب اختيارها للربط بين نضال المصرية ونضال المجلة تقول رئيسة تحرير حواء: إنني أعتبر أن النضال الحقيقي للمرأة المصرية قد مر عبر بوابة حواء بل بدأ منها فقد أطلقت الرائدة أمينة السعيد صرختها الشهيرة في مقالها الأول الذي جاء بعنوان "نريد ثورة نسائية" وهذا هو عهدنا مع كل قضايا المرأة فجهدنا وما نبذله لا يصب إلا في خانة الثورة على النظرة المتدنية لدور النساء تحت وطأة موروثات اجتماعي بالية أو فهم مغلوط لصحيح الدين . كانت رئيسة تحرير حواء قد افتتحت العدد التذكاري بكلمة افتتاحية جاءت تحت عنوان"60 عاما نضال حواء ..نضال المصرية" استعرضت فيه رؤيتها لرحلتها مع المجلة كما استعرضت رحلة المرأة المصرية طوال هذه السنوات في عرض بديع. وبعد أن وجهت رئيسة تحرير حواء التحية لكتيبة المجلة بقيادة الأستاذ عادل عزب مدير التحرير وعمرو سهل سكرتير التحرير والمخرج المبدع أحمد الزغبي اختتمت مقالها الذي أهدت قراء "صدى البلد" نسخة منه بحمد الله أن وفقها لتكون على رأس المجلة وهي تبلغ عامها الستين مجددة عهدها للمصرية بأن تظل حواء دائما وأبدا صوت المصرية تعبر عن طموحها وأحلامها وآلامها وآمالها. يذكر أن العدد التذكاري لحواء جاء في أكثر من 350 صفحة فاخرة تناول في مجموعة من الملفات الصحفية كفاح المصرية بدءا من مطالبة الرائدة درية شفيق بحق المرأة النتخابي تصويتا وترشحا وانتهاء بالخروج غير المسبوق للمصريات لتلبية نداء الوطن لتخليصه من عصابة حسن البنا في 30 يونيو. كما حظي العدد بمشاركة خاصة من السيدة جيهان السادات التي اختصت حواء بكلمة بخط يديها سجلت فيها افتخارها بالمجلة وزهوها بأن الرئيس الراحل أنور السادات كان من بين صحفيي دار الهلال كما استعرضت في حوار مطول كواليس قانون الأحوال الشخصية وأيام السادات مع ألبوم صور نادرة لفترة مهمة من تاريخ حكم السادات . كما قدم عدد من نجوم القلم والرأي في مصر مشاركات قيمة حيث شارك كل من الصحفية القديرة سناء البيسي والدكتورة فوزية عبد الستار والدكتور عاصم الدسوقي وثروت الخرباوي ويوسف القعيد وناجح إبراهيم والدكتور عبد الله النجار وفريدة الشوباشي ونادية عابد في جولة من المتعة الفكرية في بستان الأفكار. وفي صفحات خاصة استعرض العدد تاريخ مصر بالصور بدءا من مصر الخديوية ومرورا بحكم الملك فاروق وصولا إلى ثورة 23 يوليو التي أفرد لها العدد عشر صفحات ضمت صورا نادرة لنصير المرأة الأكبر الوعيم الراحل جمال عبد الناصر بالإضافة لمجموعة متميزة من اللقطات لتحية عبد الناصر وأولادها عبد الحكيم وهدى ومنى. ولعشاق الموضة حجز العدد مقعدا خاصا مع النجمة رجاء الجداوي فتاة أغلفة حواء في الستينات التي روت حكاية 24 عاما من رحلتها مع عالم الأزياء كما تناول بالشرح مصمم الأزياء هاني البحيري خطوط الموضة التي نشرتها المجلة طوال رحلتها الستينية. ولم تنس حواء معدة آدم ومائدة طعامه فأعدت ملحقا خاصا لخبيرة الطهى الأشهر عربيا ومحليا ل نظيرة نيقولا الشهيرة ب"أبلة نظيرة" التي كانت حواء بوابتها للشهرة والأضواء جمع فيه أشهى أطباقها ونصائحها لغذاء الطفل ومطبخ بلا فوضى. يذكر أن المجلة تقدم مع العدد التذكاري حايا بالأسواق كتيبين هدية ومجموعة من رسوم التطريز وباترونات لعشاق فنون التفصيل.