قررت مصر والسودان إعادة تفعيل المزرعة المصرية السودانية المشتركة للإنتاج الزراعى والحيوانى والسمكى على مساحة 10 آلاف فدان بمنطقة النيل الأزرق، بهدف المضي بقوة للتعاون في البرنامج الاستراتيجي للتعاون الزراعي والمائي بين البلدين، فضلاً عن تكوين آلية جديدة للتكامل بين البلدين في مجالات الإنتاج الزراعي والحيواني والري. ووافق وزيرا الزراعة والرى من الجانب المصرى على تكليف الفنيين من البلدين بوضع هذه الآلية وصياغتها مع تحديد أولويات التعاون في هذه المجالات، كما تم الاتفاق أيضا على إعداد برنامج استرايجي لحصاد المياه في منطقتي الدمازين والقاش بين وزارة الري في البلدين. جاء دلك ضمن نتائج اجتماعات وزراء الزراعة والري المصري السوداني، فى الخرطوم، والتي تعقد على مدار يومين للاستفادة القصوى من حضور ممثلي الوزارتين للاتفاق على الأطر والنتائج التي تحقق مصلحة البلدين. وأكد الدكتور صلاح هلال، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، أهمية توطيد سبل التعاون والعلاقات المشتركة مع دول حوض النيل، خاصة الشقيقة السودان، قائلاً إن المرء لا يكرم المرء، مشيرا إلى أن توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي تقضي بضرورة تفعيل التعاون والتكامل المشترك مع السودان لعمق الروابط التاريخية بين البلدين، وأن لديه اهتماما خاصا بسفر وزيري الزراعة والري المصريين إلى دولة السودان من أجل تذليل أي عقبات لدعم التعاون الزراعي. وأشار هلال إلى ضرورة تحديد الأولويات، والتي يأتي في بدايتها الإنتاج الحيواني، كذلك تقليص العجز في المحاصيل الزيتية، خاصة عباد الشمس الذي يمكن زراعته في السودان، مشيرا إلى إمكانية الاعتماد بشكل رئيسي على الزراعة التكاملية للوصول إلى أعلى استفادة من التعاون، خاصة أن الزراعة التكاملية ستكون لها ميزة نسبية عالية، حيث إنشاء مصانع ليكون هناك قيمة مضافة على المحاصيل المنزرعة، وكذلك إقامة مصانع لتدوير المخلفات الزراعية لهذه المحاصيل واستخدامها في الأعلاف اللازمة لإقامة مزرعة إنتاج حيواني ومن ثم إنشاء مجزر، مما سيعمل على تشجيع الاستثمار بين البلدين، قائلاً إن تطبيق النماذج الناجحة هو عنوان العمل من جديد. ومن جانبه، أكد الدكتور حسام مغازي، وزير الموارد المائية والري، على ضرورة البحث عن حلول لاستغلال مياه الأمطار وزيادة الموارد المائية بإنشاء سدود والعمل على حصاد الأمطار لتوفير المياه بشكل دائم ومستمر، متوجها بالشكر إلى الجانب السوداني لما لمسوه من حسن الضيافة وحفاوة في الاستقبال، مشيرا إلى أن هذه هي الزيارة السادسة له للسودان خلال عشرة أشهر فقط، معربا عن أمله أن تكون هذه الزيارة نقطة انطلاق لمزيد من التعاون بين البلدين.