ذكرت صحيفة "السفير" اللبنانية أن هناك محاولات لتحريك خلايا إرهابية نائمة في شمال لبنان ومنطقة البقاع بشرق البلاد. وأشارت الصحيفة في هذا الصدد إلى الإنجاز النوعي الذي حققه فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللبناني بإلقاء القبض على المطلوب الشيخ خالد حبلص فيما يعرف باسم"كمين المئتين" بطرابلس، أمس الأول، والذي أدى إلى مقتل أسامة منصور أحد أخطر المطلوبين في شمال لبنان . وقالت السفير "لقد أظهر توقيف حبلص في الشمال وأبو سياف (نبيل الصديق) في البقاع، وجود محاولة متزامنة لتحريك خلايا نائمة في المنطقتين، إذ أن الاجتماع الذي كان حبلص يعقده يصب في هذا الاتجاه، بينما كان أبو سياف يستعد لتحريك عشرات الشبان المبايعين لتنظيم "داعش" في منطقة البقاع". وكشف مصدر أمني كبير لصحيفة "السفير" أن الشخص الثالث الذي كان يرافق حبلص وتمكن من الفرار تم توقيفه أمس ليصبح عدد الموقوفين ثلاثة. وقالت الصحيفة إن الأنظار تتركز على ما ستفضي إليه التحقيقات مع حبلص، وسط تعويل من قبل المحققين على انتزاع ما يكتنزه من أسرار من شأنها أن تكشف عن كثير من الأعمال الإرهابية في طرابلس وفي بحنين بشمال لبنان التي ارتكبت فيها المجموعات التابعة لحبلص مجزرة بحق عناصر الجيش اللبناني. وفي سياق أمني متصل، أكدت مصادر أمنية لبنانية موثوقة ل "السفير" أن الأجهزة الأمنية تراقب تحركات مريبة لمجموعات إرهابية في العديد من المناطق، لاسيما في شمال لبنان والبقاع. وكشفت عن وجود مخاوف من تحريك "مجموعات نائمة"، وتحديدا في منطقة البقاع الغربي، مشيرة إلى أن تمكن مخابرات الجيش اللبناني من إلقاء القبض على القيادي في تنظيم "داعش" نبيل الصديق أبو صالح (سوري) الملقب ب "أبو سيّاف"، واللبناني علي أحمد أيوب، أحبط مخططا خطيرا كان يُعد للمنطقة، إذ أن الصديق حضر إليها بهدف مشاركة أحد قادة "داعش" بإعلان مبايعة العشرات من الشبان اللبنانيين والسوريين لهذا التنظيم. وأشارت إلى أن المعلومات المتوافرة تفيد بأن "أبو سيّاف" هو القاضي الشرعي ل "داعش" في عرسال، كما شارك ميدانياً في المعارك التي شهدتها الجبهة الشرقية، من عرسال إلى رأس بعلبك. من جانبها،ذكرت صحيفة "النهار" اللبنانية أن عملية توقيف حبلص في طرابلس كانت بناء على معلومات سابقة، ولكن تأخر تنفيذها بسبب المفاوضات الدائرة مع "جبهة النصرة" بشأن العسكريين المختطفين، وقد تبيّن أن اعتماد الدولة سياسة المراعاة هذه لم تحقق المبتغى منها حتى الآن فتقرر عندئذ الإقلاع عنها. وفي سياق متصل، علمت "النهار" من مصادر واسعة الاطلاع أن مرحلة أمنية دقيقة تلوح في الأفق في الأسبوعين المقبلين على صعيد الحدود الشرقية بين لبنان وسوريا، وبدأت بوادر هذه المرحلة بفعل العمليات التي ينفذها الجيش السوري على الجانب السوري من الحدود حيث شن أمس الطيران خمس غارات.