قالت السفيرة الأمريكية لدى ليبيا ديبورا جونز إن ثمانية مدنيين قتلوا في ضربة جوية قرب طرابلس اليوم الاثنين فيما نفذت الحكومة المعترف بها دوليا هجوما لاستعادة السيطرة على العاصمة التي غادرتها بعد سيطرة فصيل منافس عليها العام الماضي. وبعد أربع سنوات من مساعدة طائرات حربية تابعة لحلف شمال الاطلسي في الاطاحة بمعمر القذافي دخلت ليبيا في حالة من الفوضى حيث تتقاتل حكومتان متنافستان من أجل السيطرة على البلاد لدى كل منهما جيش مؤلف من مقاتلين سابقين وقوات جوية تقصف أراضي الجانب الاخر. وتتخذ الحكومة المعترف بها دوليا من شرق البلاد مقرا لها منذ ابعدها من العاصمة في اغسطس اب الماضي تحالف جماعات مسلحة يطلق عليه فجر ليبيا والذي شكل حكومة وبرلمانا منافسين. وأعلنت الحكومة التي تتخذ من شرق ليبيا مقرا لها يوم الجمعة عن هجوم لاستعادة طرابلس حتى مع حضور الجانبين محادثات سلام تجري برعاية الاممالمتحدة في المغرب. وتخشى الدول الغربية من انهيار السلطة المركزية بالكامل في بلد يبلغ عدد سكانه ستة ملايين نسمة على بعد مسافة قصيرة عبر البحر من اوروبا. واستفاد متشددون اسلاميون بينهم مقاتلون يعلنون الولاء لتنظيم القاعدة أو الدولة الاسلامية من الفوضى في اقامة قواعد لهم ومهاجمة حقول النفط ودخول مناطق رئيسية. وأعلنت قوات موالية للحكومة المعترف بها المسؤولية عن الضربة الجوية في ترهونة وهي بلدة تقع الى الجنوب من طرابلس قائلة إنها ضربت قاعدة عسكرية. وقالت أيضا إنها أسقطت طائرة تابعة لجماعة فجر ليبيا. وقالت السفيرة الامريكية جونز في تغريدة "أنباء فظيعة من ترهونة اليوم حيث قتل ثمانية أبرياء من نازحي تاورغاء" في اشارة الى أعضاء جماعة أقلية نزح الاف منهم بعد سقوط القذافي. وتابعت جونز المتواجدة حاليا خارج ليبيا "العنف ليس في مصلحة أحد." وقال تلفزيون النبأ ومقره طرابلس ان عدة مدنيين قتلوا. وقال قائد سلاح الجو الليبي صقر الجروشي إن طائراته أصابت معسكرا لقوات الحكومة المنافسة. وقال محمد الترهوني المتحدث باسم المجلس البلدي للبلدة ان الطائرات ضربت مزرعة مهجورة بالقرب من معسكر نازحي تاورغاء. وقالت قوات في منطقة الزنتان الغربية حيث الجماعات المسلحة متحالفة مع حكومة الشرق إنها أسقطت طائرة تابعة لفجر ليبيا تحاول مهاجمة المطار المحلي. وقال عمر المعتوق المتحدث باسم مطار الزنتان إنه تم العثور على اثنين من طياري الطائرة التابعة لفجر ليبيا التي أسقطت صباح الاثنين. وأضاف ان أحد الطيارين عثر عليه ميتا بعد اصابته بحروق بينما عثر على الطيار الاخر على قيد الحياة وتم اعتقاله. وقال مسؤول في حكومة طرابلس المدعومة من فجر ليبيا ان الطائرة سقطت بسبب عطل فني. وتخشى الدول الغربية من ان القتال يمكن ان يخلق مجالا أكبر للمتشددين من تنظيم الدولة الاسلامية التي أعلنت المسؤولية عن عدة هجمات بارزة منذ بداية هذا العام مثل اقتحام فندق في طرابلس وقتل خمسة أجانب وذبح أقباط مصريين على شاطيء البحر. وتحاول الاممالمتحدة اقناع الحكومتين المتنافستين بتشكيل حكومة وحدة لكن القتال والانقسامات الداخلية في الجانبين عرقلت الحوار. وقال مبعوث الاممالمتحدة الخاص برناردينو ليون يوم الاحد إن المحادثات التي تهدف الى تشكيل حكومة سيتم تمديدها يومين آخرين رغم الاشتباكات. ويقول دبلوماسيون انهم يدركون ان المعتدلين الذين يحضرون المحادثات من الجانبين سيواجهون صعوبة في اقناع المتشددين بقبول أي اتفاق. وتحالفت حكومة الشرق مع خليفة حفتر ضابط الجيش الذي بدأ حربا ضد الاسلاميين في الشرق في مايو ايار. واتهمت فجر ليبيا بأن لها صلة بمتشددين اسلاميين.