قالت وكالة فارس الإيرانية للأنباء إن إيران رفضت يوم الثلاثاء مطلب الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن تلزم طهران نفسها بتجميد أنشطتها النووية الحساسة لمدة عشر سنوات على الأقل واصفة الطلب بأنه "غير مقبول". ونقلت الوكالة عن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قوله "لن تقبل إيران المطالب المبالغ فيها وغير المنطقية." وقال ظريف "موقف أوباما... جرى التعبير عنه بعبارات غير مقبولة وتنم عن تهديد." وعلى الرغم من ذلك أضاف ظريف أن المفاوضات الجارية في سويسرا مستمرة. وبدأ ظريف ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم الثلاثاء ثاني يوم من المحادثات بعد ساعات من قول أوباما لرويترز في مقابلة إنه يجب على إيران أن تلزم نفسها بتجميد لأنشطتها النووية يمكن التحقق منه لعشر سنوات على الأقل من أجل التوصل لاتفاق نووي مهم بين طهران والقوى العالمية الست. وتهدف المفاوضات إلى إقناع إيران بتقييد برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها. وتخشى الولاياتالمتحدة وحلفاؤها لاسيما إسرائيل من أن إيران تستخدم برنامجها النووي المدني كستار لتطوير القدرة على اكتساب أسلحة نووية وتنفي الجمهورية الإسلامية ذلك وتقول إن برنامجها النووي للأغراض السلمية مثل توليد الكهرباء. ويجتمع كيري وظريف في بلدة مونترو السويسرية في الوقت الذي يستعد فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لانتقاد دبلوماسية الولاياتالمتحدة إزاء إيران في كلمة يلقيها أمام الكونجرس في واشنطن. وعلى الرغم من النبرة الصارمة لتصريحات ظريف التي نقلتها وكالة فارس للأنباء استخدم الوزير الإيراني لهجة أكثر تصالحية عندما تحدث لفترة وجيزة للصحفيين بعد حوالي ساعتين من المحادثات مع كيري. وبسؤاله عما إذا كان الجانبان توصلا إلى اتفاق قال ظريف "نحاول ولذا نحن هنا." وأضاف "هناك جدية إزاء الحاجة إلى المضي قدما. كما نقول طول الوقت نحن بحاجة إلى الإرادة السياسية اللازمة لفهم أن السبيل الوحيد للمضي قدما من خلال المفاوضات." من جانبه قال كيري للصحفيين بعد جولة المحادثات الصباحية "نواصل العمل على نحو مثمر." ووضع الجانبان مهلة غايتها أواخر مارس آذار للتوصل إلى اتفاق إطار ويونيو للتوصل إلى تسوية نهائية شاملة تحد من أنشطة إيران النووية لضمان عدم استخدامها لتصنيع قنبلة مقابل رفع العقوبات الاقتصادية الدولية التي أضرت باقتصاد الجمهورية الإسلامية. وتطالب إيران برفع سريع للعقوبات في أي اتفاق يحد من برنامجها النووي وهذه من نقاط الخلاف في المفاوضات رفيعة المستوى التي تجري في سويسرا هذا الأسبوع. ورغم أن الولاياتالمتحدة تلعب دور الريادة في المحادثات مع إيران إلا أنها تمثل أيضا القوى الكبرى الأخرى وهي بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا التي تسمى مجموعة الخمس زائد واحد. وفي جنيف أدلى وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير يوم الثلاثاء بتصريحات متفائلة قائلا إن المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني حققت تقدما هذا العام أكثر مما حققته في العقد المنصرم. وقال شتاينماير لمؤتمر لنزع السلاح تدعمه الأممالمتحدة إن المحادثات بين مجموعة خمسة زائد واحد وإيران تتقدم بشكل جيد. وأضاف "سوف أذهب أبعد من ذلك للقول إن المفاوضات لم تحقق مطلقا في عشر سنوات تقدما مثل الذي حققناه هذا العام."