أشاد رئيس وزراء لبنان الأسبق رئيس تيار المستقبل سعد الحريري بجهود الشعب المصري وجيشه في محاربة التطرف والحفاظ على الدولة ، داعيا كافة اللبنانيين وخاصة حزب الله للإجماع حول محاربة الإرهاب من خلال الجيش والقوى الأمنية وليس من خلال تسليح طائفة أو حزب بعينه . وقال الحريري - خلال كلمته في المهرجان الذي أقيم اليوم "السبت" بمناسبة الذكرى العاشرة لاغتيال والده رئيس وزراء لبنان الراحل رفيق الحريري - " لن نعترف لحزب الله بأي حقوق تتقدم على حق الدولة في قرارات السلم والحرب ، وتجعل من لبنان ساحة أمنية وعسكرية يسخرون من خلالها إمكانات الدولة وأرواح اللبنانيين لإنقاذ النظام السوري وحماية المصالح الإيرانية " .. مؤكدا في الوقت ذاته استمرار مسار الحوار مع حزب الله بعد ظهور الفوائد الناجمة عن هذا الحوار . وأضاف قائلا : " إذا كانت القوى اللبنانية فشلت في وضع استراتيجية للدفاع عن لبنان ، فلا يجوز الفشل في وضع استراتيجية في مواجهة الإرهاب " .. داعيا إلى ترجمة الإجماع الوطني لمكافحة الإرهاب والالتفاف حول الجيش وتقديم المصالح الوطنية على الفئوية . وأشار إلى أن الحرب على الإرهاب مسئولية وطنية تقع على اللبنانيين جميعا ، محذرا من النموذج العراقي في تسليح العشائر والأحزاب والقبائل .. معتبرا أن تكليف طائفة أو حزب بمهمة عسكرية هو تكليف ب " الفوضى والنزاع الطائفي " . ووجه نداء للجميع وخاصة حزب الله بالعمل على وضع استراتيجية وطنية كفيلة بتوحيد اللبنانيين في مواجهة التطرف ، وليس الرهان على إنقاذ النظام السوري ، معتبرا أن هذا الرهان "وهم يستند لقرار إقليمي بتدمير سوريا" .. وقال " إن دخول حزب الله لسوريا جنون أتى بالإرهاب إلى بلدنا ، وربط الجولان بالجولان جنون إضافي " . وشدد الحريري على وقوف تياره وراء الجيش والقوى الأمنية اللبنانية قلب وقالبا .. وقال " دعمنا لهم غير مشروط وبلا حدود وهو مقرون بخطوات عملية تضع المصلحة الوطنية فوق الطائفية والحزبية " . وأضاف " أن الحوار مع حزب الله ليس ترفا سياسيا ، أو خطوة لتجاوز نقاط الخلاف بيننا ، هو حاجة وضرورة في هذه المرحلة ، حاجة إسلامية لاستيعاب الاحتقان المذهبي ، وهو ضرورة وطنية لتصحيح مسار العملية السياسية وإنهاء الشغور في الرئاسة اللبنانية " . وأشار إلى أن أهم نقاط الخلاف مع حزب الله هي ملف المحكمة الدولية الخاصة بلبنان ورفض تسليم المتهمين بقتل الحريري ، وملف المشاركة في الحرب الأهلية السورية ، وحصر السلاح بيد الدولة ، والإعلان الأخير عن ضم لبنان لجبهة تشمل سوريا وفلسطين وإيران .. مشددا على أن لبنان ليس بهذا المحور ولا بأي محور . وجدد الحريري رفضه الانجرار وراء الغرائز المذهبية والاحتكام للشارع في حل المشاكل السياسية ، منوها بدور بري وجنبلاط في الحوار مع حزب الله. وألمح إلى أن حزب الله ليس متعجلا بالنسبة لإنهاء الفراغ الرئاسي اللبناني .. محذرا من أن استمرار تعطيل الرئاسة اللبنانية ، يكرس مفهوما خاطئا بأن البلاد يمكن أن تعالج أمورها برئيس أو بدون رئيس ، وقال " إن وجود 24 وزيرا لا يعوض غياب رأس الدولة " . وأضاف قائلا : " إذا كان رفيق الحريري افتدى لبنان بحياته في مثل هذا اليوم ، فالوفاء له يقتدي أن نحمي لبنان بأهداب العيون " .. وتابع " قررنا من هذا المنطلق الشروع في الحوار مع حزب الله " . وأشاد الحريري بجهود العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز ، كما وجه تحية للعاهل السعودي الملك سلمان عبد العزيز وولي عهده وولي ولي العهد .. وقال " نرفع لهم عهد الوفاء للمملكة ملتزمين بالسير على درب رفيق الحريري الذي زرع في قلوب اللبنانيين محبة المملكة وقيادتها وشعبها " .