استنكر رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية النائب العراقي حاكم الزاملي اليوم السبت حادثة اختطاف النائب زيد الجنابي والاعتداء عليه قبل إطلاق سراحه، واغتيال الشيخ قاسم سويدان الجنابي ونجله وسبعة من حمايته الذين كانوا برفقته بعد أن اختطفته جماعة مسلحة مجهولة الهوية في بغداد الليلة الماضية . وقال الزاملي إن الحادث عمل يسئ إلى هيبة الدولة ومؤسساتها الأمنية، ، وتابع :" لقد شكلنا لجنة نيابية للتحقيق ومتابعة إجراءات الأجهزة الأمنية والحكومية بهذا الشأن". ووصف الزاملي الحادثة بأنها "عملية إجرامية" تستهدف التأثير علي النسيج الاجتماعي للمجتمع العراقي، وقال: "إن هذا العمل الإجرامي تقف وراءه مجموعات تريد تعكير صفو العملية السياسية والتأثير سلبا على حالة التوافق السياسي الحالية، وإفساد فرحة ما تحقق من انتصارات علي تنظيم داعش الإرهابي في ديالى وصلاح الدين والأنبار" . وأضاف : "هناك من يؤسس لزرع فتنة بين أبناء الشعب العراقي، فمنذ أيام قتل اثنان من العراقيين في الأنبار ، وقبلهما حدثت مجزرة في قرية بروانة بديالى عقب تحريرها من داعش وأمس حادثة الاختطاف والاعتداء علي النائب الجنابي في بغداد" .. وطالب الزاملي الجهات الأمنية والتنفيذية المعنية بكشف ملابسات الحادث وتقديم مرتكبي حادثة الاختطاف والقتل إلى العدالة. وكان مسلحون مجهولون قد أطلقوا النار الليلة الماضية على الشيخ قاسم سويدان الجنابي وابنه محمد قاسم سويدان وثمانية من أفراد الحماية واختطفوا النائب زيد الجنابي ابن شقيق الشيخ قاسم الجنابي، بعد أن استوقفوا سياراتهم عند نفق القناة قرب حي الشعب شمالي بغداد. وعلق نواب ووزراء تحالف "القوى الوطنية" مشاركتهم في مجلس النواب ومجلس الوزراء العراقي، على خلفية حادثة اختطاف النائب زيد الجنابي واغتيال شيخ عشيرة الجنابي وقتل أفراد حماية النائب العراقي السني .. ورجح نائب عن تحالف القوى الوطنية عبد الكريم العبطان وقوف جهات سياسية وراء حادثة اختطاف النائب زيد الجنابي واغتيال حمايته وعمه ونجله، وقال: " إن استهداف النائب الجنابي هو ليس استهدافا لشخص أو طائفة بعينها وإنما استهداف للعملية السياسية برمتها وربما هناك دول تقف خلف هذه العصابات التي ارتكبت هذه الجريمة". علي صعيد آخر، قال الزاملي إن لجنة الدفاع والأمن ستقدم تقريرها إلى مجلس النواب العراقي خلال الأيام القادمة حول "مجزرة سبايكر" ، مشيرا إلى أن اللجنة ستعرض تقريرها عما أجرته من تحقيقات حول المجزرة في معسكر سبايكر بمحافظة صلاح الدين شمالي العراق في يونيو الماضي عقب احتلالها من تنظيم (داعش) الإرهابي. يذكر أن "مجزرة سبايكر" نفذها تنظيم (داعش)، ويتهم بعثيون من فلول نظام صدام حسين بالمشاركة بها، عقب أسر جنود عراقيين من قاعدة سبايكر في يوم 11 يونيو 2014 ، بعد سيطرة التنظيم على مدينة تكريت بمحافظة صلاح الدين ومدينة الموصل بمحافظة نينوى، حيث أسروا 1700 جندي وقادوهم إلى الصحراء وقاموا بقتلهم رميا بالرصاص ودفن بعضهم أحياء ، وقد صور عناصر (داعش) المجزرة، التي نجا منها بعض الجنود العراقيين، ورووا ما حدث من تسليم القاعدة وهروب القادة العسكريين. وردا على سؤال حول مستجدات التحقيق الذي تتولاه اللجنة حول احتلال داعش للموصل والخطوة التالية لتقديم التقرير ، وقال الزاملي: "إن اللجنة تعد تقريرا مفصلا يشمل الشهادات والتحقيق مع المسئولين الأمنيين والتنفيذيين في الموصل حال سقوطها بيد داعش" ، مشيرا إلى أن اللجنة التقت بعدد من المسئولين في الموصل ومحافظة نينوى . وتابع: " التقينا اليوم قائد مكافحة الإرهاب في نينوى اللواء ركن كريم التميمي، وسنلتقي عددا من المسئولين الأمنيين ووزراء ونواب كانوا في العمل الأمني أو التنفيذي وقت سقوط الموصل" . وأشار إلى أن اللجنة ستلتقي محافظ نينوى أثيل النجيفي وتستمع لشهادته الأسبوع القادم، وقال : "إن اللجنة ستستمع وتحقق مع كل من وردت أسماءهم في التحقيق بسقوط الموصل" . ولفت إلى أن الضغوط التي كانت تمارس على عمل اللجنة توقفت بسبب يأس من قاموا بذلك ولوضوح مدي مهنية اللجنة في عملية التحقيق التي تستهدف كشف الحقيقة وملابسات سقوط الموصل وانهيار المؤسسة الأمنية ، وقال: "لقد مر شهر من عمر عمل اللجنة ويبقي لنا شهرا آخر وفق المهلة التي حددها مجلس النواب سنعمل خلاله علي تبيان ما حدث وأسباب سقوط الموصل" . وأوضح أن الخطوة التالية لإنهاء التقرير هي رفعه للبرلمان والحكومة ومجلس القضاء الأعلي العراقي، وإبلاغ الرأي العام بتفاصيل ما توصلت له اللجنة لأن القضية بالأساس قضية رأي عام.. وسندعو المؤسسة الأمنية والحكومة العراقية بمحاسبة كل من تورط وأساء للعراق في قضية سقوط الموصل بيد تنظيم(داعش) الإرهابي. يذكر أن تنظيم (داعش) اجتاح في يونيو الماضي عددا من محافظات وسط وشمال العراق وارتكب جرائم ضد الإنسانية في هذه المناطق بحق سكانها والأقليات الدينية والعرقية، ومن خالفه في المنهج حتي من العراقيين المسلمين السنة، وادعي انه جاء لإعادة "الخلافة الإسلامية" ونصب زعيمه أبو بكر البغدادي نفسه "خليفة للمسلمين".