استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، بمقر رئاسة الجمهورية، الشيخ عبد اللطيف دريان، مفتي الجمهورية اللبنانية، وذلك بحضور فضيلة الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، وسفير لبنان لدى القاهرة. وقد استهل مفتي لبنان، اللقاء بالإعراب عن سعادته بزيارة مصر ولقاء السيد الرئيس، مؤكدا المكانة الرفيعة التي تحظى بها مصر في نفوس أبناء الشعب اللبناني، مشيدا بالخطوات التي يتخذها السيد الرئيس؛ للنهوض بمصر، وتحقيق آمال وطموحات شعبها. وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس رحب بفضيلة مفتي لبنان، مؤكدا مواصلة مصر دعمها ومساندتها للبنان، كما وجه التحية إلى الشعب اللبناني الشقيق، معربا عن تمنيات مصر وشعبها له بالاستقرار في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة العربية. وقد ألقى فضيلة مفتي لبنان، الضوء على دور دار الفتوى في لبنان، مستعرضاً جهودها الدءوبة للتقريب بين المذاهب، بما يجمع بين المسلمين ويحقق مصالحهم، ويساهم في تعزيز علاقاتهم مع الطوائف المسيحية اللبنانية. وفي هذا الصدد، أشار فضيلة مفتي لبنان، إلى القمة الروحية التي نظمتها مؤخرا دار الفتوى اللبنانية لتأكيد أهمية قيمة التعايش المشترك، وتوجيه رسالة بهذا المضمون إلى كافة الدول العربية التي تتميز بالتنوع الديني. وأعرب "دريان" عن امتنان بلاده تجاه مواقف مصر إزاء لبنان وحرصها على استقراره وأمنه، مشيدا بدور القوات المسلحة المصرية في الحفاظ على أمن مصر واستقرارها، معولا على دور مصر في لم الشمل العربي. وقد قدم فضيلة مفتي لبنان الشكر إلى مصر على تمثيل الازهر الشريف ودار الافتاء المصرية في حفل تنصيبه، معرباً عن توافقه التام مع الأزهر الشريف والوثائق الصادرة عنه، مشيراً إلى الارتباط المباشر بين الأزهر الشريف ودار الفتوى اللبنانية. وأكد أهمية الحاجة إلى تعزيز التعاون بين الأزهر الشريف ودار الافتاء اللبنانية، مشيداً برسالة الأزهر الشريف الوسطية المعتدلة ودوره في مكافحة الارهاب ونشر الفكر الاسلامي الصحيح. وأضاف المتحدث الرسمي، أن الرئيس أشار إلى أهمية تصويب الخطاب الديني وإعادة صياغة المفاهيم ونشر قيم التعايش المشترك وبثها في نفوس النشء. وأبدى فضيلة المفتي الدكتور شوقي علام، اتفاقه في الرأي، مشيراً إلى الخطوات الجارية من جانب المؤسسات الدينية لمراجعة المناهج بمختلف المراحل الدراسية وإثرائها بالمبادئ الاسلامية السمحة، مؤكداً أهمية تصويب الصورة المغلوطة التي حاول البعض إلصاقها بالدين الإسلامي الحنيف. من جانبه، أكد مفتي لبنان، اتفاقه مع رؤية الرئيس حول أهمية تصويب الخطاب الديني، وتنقيح مناهج التعليم الدينية، معرباً عن اهتمام دار الفتوى في لبنان بإيفاد الطلاب للدراسة في الأزهر الشريف، وإرسال علماء مصريين إلى لبنان، للمساهمة في حماية قيم الاسلام الصحيحة والحيلولة دون انتشار الافكار المتطرفة التي تتطور إلى أعمال إرهابية تودى بحياة الأبرياء، على غرار ما شهدته سيناء مؤخراً من أعمال إرهابية آثمة، وفي هذا الصدد، قدم "دريان" التعازي للسيد الرئيس والشعب المصري في ضحايا حادث العريش الارهابي. وذكر السفير علاء يوسف، أن الرئيس قد أكد محورية دور علماء الدين في مكافحة الفكر المتطرف، ونشر قيم الاسلام السمحة من خلال ندوات التوعية، مؤكداً دعم ومساندة الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف المصرية لدار الفتوى اللبنانية؛ لإعداد الكوادر الدينية المستنيرة التي تبث قيم الاسلام الصحيحة، وتؤمن بحرية العبادة والعقيدة، وتحض على التفكير والتأمل.