على ضفاف بحر يوسف في الفيوم يقع واحد من أجمل الآثار الإسلامية المنتشرة في ربوع مصر وهو مسجد قايتباي الذي يرجع لعصر الدولة المملوكية وأقامته "خوند أصلباي" زوجة السلطان قايتباي ما بين عامي(901- 904 ه ) . ويتميز المسجد بمنبره الذي تم تصنيعه بطريقة دقيقة وبديعة حيث يمكن فك قطعه وتركيبها ، كما أنه مطعم بالصدف وسن الفيل الذي استورد خصيصا له من الصومال . مراسل موقع "صدى البلد" زار المسجد الذي عانى الإهمال والتدهور خلال السنوات الماضية ، فالتشققات منتشرة على جدرانه من الخارج بشكل لافت للنظر ويتطلب تدخلا لإنقاذها، كما أن بعض أجزاء مدخله على اليمين تكسرت وتهدمت وتفككت أحجارها ، وهو ما يحتاج معه لصيانة وترميم حتى لا تتسع الشقوق وتصبح خطرا يهدد المسجد ، وفي الداخل تنتشر بالمسجد مجموعة من الكتابات بالخط العربي وقد أصابتها الرطوبة والأملاح مما أدى لتفتت أجزاء منها ، بالإضافة إلى المنبر الذي لم يسلم من العبث حيث انتزعت بعض حشواته من العاج والصدف وهو ما فسره المصلون المترددون على المسجد أنها قد سرقت دون أن يكون السارق معلوما . ومن أغرب ما يشاهده المترددون على المسجد من المصلين ذلك البئر الذي يخفيه السجاد المفروش بالداخل ولا بد أن يرشدك إليه عامل المسجد ، وإن كانت قصة هذه البئر لا يعرفها أحد حتى هو نفسه ، وعدد كبير من المصلين من أهل المنطقة كبار السن منذ أن وعوا الدنيا وجدوا هذه البئر تنتشر حوله حكايات كثيرة عن أن ماءه يشفي من الأمراض. ويرتبط في هذا مع أحد أعمدة المسجد الذي يختلف عنها جميعا كونها رخامية في حين أنه يميل للون الرصاصي وغير مستوي السطح ، ويتردد أن العمود يشفي من الأمراض الجلدية من خلال حك جسم المريض به ثم يغسل بعدها من البئر ليشفي من مرضه .