رأى الكاتب والمحلل السياسي البريطاني " باتريك كوكبيرن" أن تنظيم داعش الإرهابي سيظل في قلب الأزمة المتصاعدة في الشرق الأوسط خلال العام الجاري كما كان في عام 2014. وأوضح المحلل السياسي - في مقال للرأي نشر في صحيفة "ذي اندبندنت" البريطانية اليوم الأحد - أن الأراضي التي احتلها التنظيم من خلال سلسلة من الحملات في الصيف الماضي، لا تزال تقع بالكامل تحت سيطرته على الرغم من فقدانه بعض المدن لصالح الأكراد والميليشيات الشيعية في الأسابيع الأخيرة. ورصد كوكبيرن مفعول الضربات الجوية للتحالف بقيادة الولاياتالمتحدة في العراقوسوريا ، لافتا إلى أنها أبطأت تقدم التنظيم إلى حد ما فضلا عن إلحاقها خسائر فادحة لقوات التنظيم في البلدة الكردية السورية كوباني. ونوه إلى أن داعش لديه الجاهزية والامكانيات وعشرات الآلاف من المقاتلين ليحلوا محل الضحايا، مما يمكنه من المحاربة على عدة جبهات من الحدود العراقية مع إيران إلى ضواحي حلب في سوريا. ورصد المحلل السياسي القوة المتنامية للتنظيم الإرهابي في غرب سوريا حيث تفتقد حكومة الرئيس السوري بشار الأسد القدرة على مواجهة القوى التي توحدت الآن بقيادة "داعش" مثل جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة في سوريا. ورأى المحلل السياسي البريطاني أن التقليل من أهمية قوة داعش كان أحد الأخطاء الكبيرة من جانب الولاياتالمتحدة وحلفائها الغربيين في سوريا منذ عام 2011، وهى الأخطاء التي تعزز النمو الهائل للتنظيم. وأشار إلى اقتناع الغرب بين عامي 2011 و 2013 بأن الأسد سيسقط بنفس الطريقة التي سقط بها الرئيس الليبي معمر القذافي ، وعلى الرغم من التحذيرات المتكررة من الحكومة العراقية ، ولم تأخذ واشنطن على محمل الجد أن استمرار الحرب في سوريا من شأنه أن يخل توازن القوى في العراق ويؤدي إلى استئناف الحرب الأهلية هناك ، وبدلا من ذلك ألقت باللوم لكل ما كان يحدث خطأ في العراق على رئيس الوزراء العراقي وقتها نوري المالكي الذي يجب استجوابه بشأن ما وصل إليه حال العراق، ولكنه لم يكن السبب الجذري لعودة العراق إلى الحرب. ورصد الكاتب مدى تغير الوضع السياسي والعسكري اليوم، وعلق قائلا :"إن داعش لديه العديد من الأعداء، ولكنهم لا يزالون منقسمين، كما تسير الاستراتيجيات السياسية والعسكرية الأمريكية في اتجاهات مختلفة" ، مؤكدا أن الضربات الجوية الأمريكية لن تصبح حاسمة حقا وذات تأثير إلا عندما تجري بالتعاون الوثيق مع قوات على الأرض . وقال كوكبيرن إن هناك داعمين خارجيين رئيسيين لسوريا وهما روسياوإيران، وكلاهما يعاني الآن من انهيار أسعار النفط، وأن ذلك الانهيار دفعهما إلى أن يكونا أكثر انفتاحا لقبول حل وسط لاقتسام السلطة في سوريا، ولكن بات من الواضح أنه لم يعرض عليهما تلك الصفقة من قبل الغرب وحلفاؤه العرب. ونوه في ختام مقاله إلى أن داعش يعزز من قوته في سوريا من خلال حقيقة أن الغرب وتركيا والدول العربية تسعى لسقوط الأسد الخصم الرئيسي لداعش، فضلا عن الإطاحة بالتنظيم نفسه.