دكتور أشرف طبيب أمراض صدرية، يبلغ من العمر تقريبا الأربعين عاماً، في ليلة عمل شاقة، ظل في عيادته يستقبل مرضاه حتى فرغ من استقبال كل الحالات إلا عجوز يبدو على مظهرها الفقر والمرض الشديدين، فطلب منها الدخول مباشرة لغرفة الكشف دون أن تمر على موظف الاستقبال لتدفع ثمن كشفها ... وبعد أن فحصها دكتور أشرف ووصف لها الدواء المناسب لعلاجها، سألها إن كانت تملك المال اللازم لشرائه، ولكنها أجابت على استحياء بعدم توفر المال اللازم لديها، فأعطاها هو ما تحتاجه من دواء؛ فانصرفت السيدة في حالة سعادة ورضا وهي تدعو له بأن يرضى الله عنه ويجازيه خيرا عن عطائه لها، واستعدا الطبيب ومعاونه للذهاب لمنزلهما، ولكن دكتور أشرف شعر فجأة أنه ليس على ما يرام وجلس مكان وقوفه، وطلب من معاونه أن يحضر له كوباً من الماء. وذهب المعاون مسرعاً لتلبيه طلبه، ولكنه عندما عاد، رأى ما جعل الكوب يسقط من يده محدثاً ضجة وسط سكون رهيب. رأى دكتور أشرف وقد لفظ أنفاسه الأخيرة. لفظ أنفاسه الأخيرة وكان آخر ما شعر به قلبه هو الرحمة على محتاج ... لفظ أنفاسه الأخيرة وكان آخر أعماله خير. لفظ أنفاسه الأخيرة وكان آخر عهده بالدنيا دعوة تشفع له عند بارئه. يالها من حسن خاتمه، لا يحظى بها إلا كل من صدق النيه لله. ويوم عزائه تفاجأت أسرته بمعزين لم يروهم من قبل. وكانت دائما الإجابة على نظرات التساؤل لديهم، هو أن دكتور أشرف قد داوم على التصدق عليهم والوقوف بجانبهم في أزماتهم في الخفاء.