أكد المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء الدكتور محمد الظاهر أن المشهد اليمني تكتنفه الأزمة، وأن هناك ما سماها "شرعية القوى المتطاحنة" والتي تمثلها الحركة الحوثية، معتبرا أن البلاد على حافة الهاوية وأن صوت البندقية أصبح الأعلى والأكثر ضجيجا. وأضاف الظاهر، في سياق مقابلة مع قناة "الغد العربي" الإخبارية اليوم (الخميس) أن التعيينات التي أجراها الرئيس عبد ربه منصور هادي مؤخرا والممثلة في تعيين نائب لرئيس هيئة الأركان، وآخر مفتش عام للقوات المسلحة من الحوثيين جاءت امتدادا للمشهد الذى تشهده البلاد، لافتا إلى وجود تحالفات بين الرئيس عبد ربه منصور هادي والحوثيين ووصفها بأنها مصالح قصيرة المدي وضيقة الأفق. ورأى أن الرئيس هادى لا يزال يستهويه كرسي الحكم.. وأن الحركة الحوثية تتمدد وتضع نفسها كبديل، وأن هذا هدفها.. ونبه إلى وجود "تلاقي مصالح" بين من يحكم والحركة الحوثية، لافتا في هذا الإطار إلى وجود تحالف سماه ب"غير المرئي" بين الحركة الحوثية وبين الرئيس السابق على عبد الله صالح. وأوضح أن دخول الحركة الحوثية محافظة "ريمة" (غرب اليمن) جاء بالتعاون مع بعض أعضاء المؤتمر الشعبي العام (جناح الرئيس السابق على عبد الله صالح. وحذر من خطورة المشهد اليمنى حيث تعيش البلاد ما وصفه بحالة " الثقافة الثأرية والتصفية السياسية"، مشيرا إلى أن صنعاء لديها بعد ثقافي لا تكتفي بتصفية الخصم السياسي معنويا وسياسيا، وإنما تسعى لتصفيته جسديا، وهذا ما يفسر بالتصفيات التي تلحق برجال الأمن وبعض القوى السياسية. وقال إن الحركة الحوثية حركة مسلحة لها امتدادات في الخارج واحتضان في الداخل هدفها إحلالي تدرجي، وإن الحركات الأخرى مسلحة وتحمل ثقافة العنف، وإن الحركة الحوثية ستواجه تحدياتها". وأكد أن الحركة الحوثية هدفها الوصول للسلطة، محذرا من أنه إذا لم يعد العقل السياسي اليمني للحركة الحوثية ورئاسة الدولة، فإن ذلك سيؤدي حتما إلى "مشهد هدم السد اليمني" حسب وصفه. واختتم المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية اليمني المقابلة مؤكدا أنه لا يوجد في البلاد مؤسسة عسكرية أو أمنية قوية.. بل توجد "ميليشيات" وأن المؤسسات العسكرية والأمنية قد تفتت، لأنها مستقطبة ومتعددة الولاءات أكثر مما ينبغي، حسب قوله، حيث لا يزال جزءا مع الرئيس السابق على عبد الله صالح، وجزءا منها للرئيس الحالي، وجزءا آخر مع الحركة الحوثية، والباقي لبعض الأحزاب السياسية.