أكد الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، أنه كغيره من العديد من المواطنين تفاءل بمحمد مرسي عندما تظاهر بأنه سيخدم الشعب ويحترم الدين ويكون قريبًا من المواطنين، ولم أتمنَّ يوماً ما وصول الإخوان إلى الحكم كحركة؛ لأن الأزهر بصفة عامة ضد فكر الإخوان. وأوضح شومان - خلال لقائه مع الإعلامى خالد صلاح على قناة النهار - أنه في عهد الرئيس السابق مرسي عارض بشدة قانون الصكوك الإسلامية الذي اقترحه الإخوان ومحمد مرسي، وقال ذلك قبل سقوط محمد مرسي بثلاثة أشهر فقد كان هذا القانون يتنافي مع الشريعة الإسلامية، ولكنه لم يعترض على فكرة الصكوك في حد ذاتها فهي بشكل عام موجودة بالشريعة وتُدرَّس للطلبة في الفقه الإسلامي، وإنما كان اعتراضه علي تناولهم المشروع ومحاولة فرضه بصورة مغرضة؛ لأنه يؤدي إلي تمليك مصر للأجانب، ويحتوي علي معاملات لا تتفق مع الشريعة الإسلامية. وأضاف أنه عارض الإخوان مرة أخرى معارضة شديدة بخصوص تصريحات عصام العريان عن عودة اليهود المصريين إلي مصر، لأنهم استوطنوا كياناً عدواً ولم يعد انتماؤهم لمصر. وشدد وكيل الأزهر الشريف، على أنه يحترم القضاء وجميع مؤسسات الدولة، فهو لم يتعرض في حياته لمؤسسة من مؤسسات الدولة، وإنما انتقد تصرفات أشخاص، واعتذر عن الإساءة لكل من تبين وطنيته بعد ذلك وعدم سعيه للإضرار بمصلحة الشعب، مشيرًا إلى مواقفه المعارضة لمحمد مرسي وقت حكمه، وأنه كان يتمنى كأي رجل مسلم أن يصيب من باب التعاطف مع أي شخص يتحدث بإيجابية عن الدين، ولكنه كأزهري يختلف تمامًا مع فكر الإخوان. وذكر شومان أنه سيدافع عن كل مَنْ يتولَّى رئاسة الدولة إلي أن يثبت فشله، وهذا ما حدث مع محمد مرسي، وقد انتهت كل التجاذبات لديه قبل عزل مرسي، مضيفاً أنه يؤيد الرئيس السيسي وسيؤيد الرئيس القادم طالما يعمل لصالح الوطن. وقال وكيل الأزهر: إن رسالة الدكتوراه الخاصة به كانت عن مكافحة الإرهاب منذ عشرين عامًا، وهو ما يثبت أنه كانت ضد تلك الجماعات التي كانت تستهدف الأبرياء. وأوضح شومان، أن هيئة كبار العلماء هيئة علمية وليست إدارية ولا علاقة لها بالقيادة أو الإدارة، وأعضاء الهيئة لهم فكر متنوع، فقد كان بها الشيخ يوسف القرضاوي حتى تم عزله بعد التحريض علي الجيش واتخاذه مواقف لا يمكن السكوت عليها، وتم اتخاذ إجراءات ضد كل من ينتمي إلى الإخوان المسلمين، وهذا دليل على أن شيخ الأزهر لا يسمح ببقاء أي شخص - كائنا من كان – يعمل ضد الدولة، ووطنيته لا تقبل المزايدة، أنه لا يستطيع أحد إخراج الأزهر عن وسطيته حتى أولئك الذين ينتهجون نهجًا غير نهج الأزهر. وأشار إلي أن الدكتور محمد عمارة أصدر بيانا يخالف بيان شيخ الأزهر، وجميع الأزهريين اعترضوا علي بيان الدكتور عمارة، والإمام الأكبر شيخ الأزهر أصر علي بقاء جامعة الأزهر بدون نواب للجامعة لمدة 8 أشهر حتى لا يخضع لضغط الرئاسة بترشيح أحد من الإخوان لهذا المنصب، وكذلك منصب مفتي الجمهورية الذي حماه شيخ الأزهر من الإخوان رغم محاولاتهم الشديدة للسيطرة عليه حينما أعلن فضيلته عن اختيار المفتي الحالي للمنصب قبل إخطار الرئيس. وقال: إن هناك لجنة قيادات بمشيخة الأزهر تختار كل مَنْ هو مدير عام فأعلى، وتستطلع رأي الأمن عنه، لأن الأزهر لا يريد أن يتسلل الإخوان إليه حتى إن كان من الكفاءات يتم استبعاده إذا ما كانله انتماء لجماعة الإخوان، مؤكدًا أنه تم تهديده وأبناؤه بالقتل وإلقاء المولوتوف على منزله ، ورغم ذلك يتهمه البعض بأنه إخواني. وأشار إلى أن الأزهر يتواصل مع طلابه لتدارك بعض التقصير الذي حدث في الماضي، مضيفاً أن هناك لجنة لإصلاح التعليم تعمل منذ عام كامل، وقد شكل شيخ الأزهر عدة لجان، منها اللجنة التييرأسها الدكتور شومان، وفي بداية العام المقبل ستشهد مناهج محدثة ستكون بيد جميع طلاب الأزهر.
