تعكس النجاحات الميدانية الأخيرة إلى تجدد رغبة الولاياتالمتحدة في العمل مع باكستان للقضاء على التشدد الإسلامي لكن وعدا قطعته إسلام آباد على نفسها في المقابل وهو إقناع المسلحين بالتفاوض يبدو بعيد المنال. والعلاقات الوثيقة بين أفغانستانوباكستانوالولاياتالمتحدة ضرورية لإلحاق الهزيمة بمقاتلي طالبان والقاعدة الذين يختبئون بمنطقة الحدود الأفغانية الباكستانية خاصة مع انسحاب معظم القوات الأجنبية من أفغانستان بنهاية هذا الشهر. ولا تزال تساور الدول الثلاث شكوكا حول بعضها البعض لكن التعاون احرز بعض النجاح الأسبوع الماضي. فقد تم ترحيل قائد كبير سابق في طالبان الباكستانية اعتقل العام الماضي في أفغانستان إلى باكستان. كما اعلن عن مقتل اثنين من قادة القاعدة في باكستان. وقالت حركة طالبان الباكستانية إن الولاياتالمتحدة كثفت الهجمات على مخابئها في أفغانستان باستخدام الطائرات بدون طيار مما عرقل هجماتها في باكستان. وتتبادل أفغانستانوباكستان الاتهامات بشأن إيواء المسلحين واستخدامهم كمقاتلين بالوكالة. وهناك تحالف بين حركتي طالبان الأفغانية والباكستانية لكنهما غير مرتبطتين تنظيميا وتسعى كل منهما للإطاحة بحكومة بلادها وإقامة دولة إسلامية. لكن النبرة تغيرت بين البلدين بعد زيارة قام بها قائد الجيش الباكستاني الجنرال رحيل شريف للولايات المتحدة الشهر الماضي. وقال مسؤول باكستاني مطلع على المشاورات التي جرت في واشنطن إن باكستان تقول حاليا إنها ستعمل على اقتناع حركة طالبان الأفغانية بالدخول في مفاوضات إذا ساعدتها الولاياتالمتحدة على إلحاق الهزيمة بطالبان الباكستانية. وقال لرويترز "في الوقت الراهن.. تتصرف الولاياتالمتحدة بناء على الوعد الباكستاني بأنه إذا قضي على أعداء الجيش الباكستاني فإن باكستان ستسهم في ترويض طالبان الأفغانية." وأضاف "زيادة الهجمات ضد القاعدة لا تعني تقارب في الأساليب الأمريكية-الباكستانية. لكنها تحركات تكتيكية وليست تحولا استراتيجيا عميقا. الثقة بشكل عام لا تزال منخفضة."