ما تعرض له اللنش المصرى من اعتداء ارهابى داخل مياهنا الإقليمية.. وما تم تسريبه من نتائج التحقيقات فى هذا الحادث الارهابى بالإضافة لإعلان تنظيم بيت المقدس الإرهابى عن مسئوليته عن عملية تفجير كمين "كرم القواديس" يؤكد بما لا يدع مجلا للشك أن مصر وقواتنا المسلحة وشرطتنا تخوض الآن ومنذ ثورة 30 يونيو معركة وجود مع الإرهاب لا تقل خطورة عن معاركنا مع الكيان الصهيونى فى 67 وأكتوبر 73. بل لا أبالغ إن قلت إنها أخطر من المعارك مع اسرائيل لأن العدو الصهيونى كان واضحا ومحددا وهناك اجماع شعبى وجبهة داخلية موحدة مصممة على دحره وهزيمته, أما الارهابيين وأعوانهم وأنصارههم فهم نموذج للعدو الخفى غير الظاهر جزء كبير منهم يعيشون بيننا ولا نشك فيهم ثم يسعون لتفجيرنا واحراقنا بقنابل الارهاب والغدر التى يضعونها فى وسائل المواصلات وفى القطارات ومترو الأنفاق وأمام المؤسسات العامة وفى أماكن تجمعنا. الكيان الصهيونى كان هناك اجماع من كل المصريين على تصنيفه أما الارهابيين فى مصر وقياداتهم فيستخدمون التفسير التكفيرى المغلوط للدين الحنيف لغسل أدمغة البسطاء والجهلاء ومحدودى التعليم من شعبنا لتحويلهم الى ارهابيين وقنابل موقوتة أخطر علينا من أى عدو خارجى. ان ما يحدث فى سيناء حرب ارهاب دولية ضد مصر تهدف لهدم الدولة من الأساس حتى لا تبقى على هذه الأرض دولة اسمها مصر. وأقول حرب ارهاب دولية لأن بصمات الارهاب الدولى واضحة للعيان وبالمستندات والأدلة والاستجوابات التى توصلت لها أجهزتنا الأمنية التى تستحق كل تقدير واحترام ودعم منا جميعا للدور البطولى التى تقوم به. بصمات الارهاب الدولى واضحة بدءا من الدور الحقير لإرهابيين حماس الذراع العسكرية الارهابية لتنظيم الاخوان الارهابى الحاقدين على مصررغم كل ما قدمته مصر لهم من دعم سياسى واقتصادى وأمنى واجتماعى.. حماس هذا التنظيم الارهابى المستتر وراء الجهاد المسلح ضد اسرائيل هم الذراع الحقيقية لاسرائيل من أجل تحقيق هدفها فى شق وحدة الشعب الفلسطينى واظهاره أمام العالم بأنه لا توجد جهة واحدة للتفاوض معها. حماس الارهابية هى التى توفر الارهابيين وهى التى تدرب وتقدم الدعم اللوجيستى من سلاح ومعدات وهى التى نقلت الارهاب والارهابيين عبر أنفاق الارهاب التى استفحلت وتضاعف عددها فى عهد المعزول مرسى العياط. أما الدور القطرى فى معركة الارهاب فلا يقل أهمية عن الدور الحمساوى لأن تمويل الارهاب وهو الدور الذى تقوم به قطر هو الأساس وهو الذى يوفر تكلفة الارهاب والارهابيين. أما الدور التركى فبدأ فى الظهور بعد حادث الاعتداء على اللنش المصرى داخل مياهنا الاقليمية ليعلن عن نفسه كشريك أساسى فى معركة الارهاب ضد مصر. ولاشك أن قرار اخلاء الخط الحدودى مع قطاع غزة من المبانى والمساجد "الضرار" التى كانت تستخدم كستار لأنفاق الارهاب والتهريب تأخر كثيرا ولو كان تم اتخاذه من سنة لوفر علينا كثير من العمليات الارهابية التى كانت تنطلق من هذه الأنفاق ويجب أن يمتد هذا الاخلاء لعمق أكثر من الف متر للسيطرة تماما على هذه المنطقة وتدمير انفاقها وقطع الطريق على ارهابيي حماس فى اعادة حفر أنفاق جديدة بمسافات أطول من عمق المنطقة التى تم اخلاؤها. وفى هذا الاطار لابد أن تكون هناك احكام قضائية سريعة ورادعة أمام القضاء العسكرى فى قضايا الارهاب حتى يكون هناك ردع وحتى يشعر المصريون ولاسيما أهالى الشهداء والمصابين بأن هناك دولة وقانون استطاع أن يقتص لهم من قاتلى ذويهم. ولا يقل أهمية عن ذلك البدء بخطوات جادة على الأرض لتنمية سيناء وتعميرها من خلال مخطط شامل يستمر تنفيذه وفق برامج محددة لتحويل محافظاتسيناء الى مجتمعات شاملة تضم مشروعات سكنية وصناعية وزراعية وسياحية عملاقة تستوعب ما لا يقل عن 15 مليون مصرى من كافة الأوساط يستقرون هناك استقرارا تاما برغبتهم وليس مجرد توفير وظيفة فقط كما هو حادث الآن. أن تنمية سيناء تحتاج لتفكير خارج الصندوق لأن مفهوم التنمية الذى يعتمد على أنشاء اسكان شعبى وشبابى للأهالى والعاملين مفهوم قاصر ومتخلف. تنمية سيناء تحتاج فكر جديد مواكب للعصر يجعل من محافظاتسيناء مناطق مختلفة ومتباينة تجذب جميع فئات المجتمع المصرى للهجرة والاستقرار هناك.. مطلوب عشرات الجامعات فى كافة التخصصات وعشرات المستشفيات العملاقة ومناطق كبيرة للاسكان الفاخر والفيلات ومجتمعات تضاهى القاهرة الجديدة مثلما تحتاج لملايين الوحدات السكنية المتوسطة بشكل راق تناسب المهنيين من أطباء وصحفيين وصغار رجال أعمال ومحامين وغيرهم كما تحتاج لملايين الوحدات السكنية الاقتصادية التى تناسب الشباب حديث الزواج والأسر البسيطة. تنمية سيناء تحتاج لتوفير كافة التسهيلات لتحويلها لأكبر منطقة صناعية فى العالم من خلال توفير الأراضى مجانا للمشروعات الصناعية العملاقة بنظام حق الانتفاع للمصريين والعرب والأجانب حتى تكون هناك مشروعات صناعية دولية كبرى تتفوق على دبى. مطلوب أن تكون سيناء كلها منطقة حرة مثل بورسعيد حتى تشجع على الانتقال والعيش والاستقرار بها لأن عوامل الجذب هذه هى التى ستجذب عشرات الملايين للاستقرار هناك استقرار دائم. سيناء تحتاج لمئات الفنادق على اعلى مستوى فى العالم لخلق نشاط سياحى عملاق يوفر على الاقل مليون فرصة عمل فى هذا القطاع كما تحتاج لالاف المدارس الحكومية والخاصة والدولية تناسب كافة المستويات. للأسف النظرة القاصرة فى تنمية سيناء والتى تتوقف فقط عند انشاء اسكان شعبى وقرى سياحية على الشواطئ وتوزيع اراضى مستصلحة على اهالى سيناء لن تجدى ولن تؤدى لانتقال الملايين من كافة المستويات الاجتماعية برغبتهم للعيش والاستقرار فى سيناء باعتبار التنمية والتوطين هما العنصر الحاسم فى الحفاظ على سيناء ضد العدو الصهيونى أولا والارهابيين ثانيا.