قال صبرة القاسمي، الخبير في شئون الحركات المتطرفة، إن قطع الرؤوس، أبرز ما يربط بين تنظيم داعش و الحركات الإرهابية التي خرجت في صدر الإسلام خاصة التتار المغول، حتى إن هذا يؤكد إنهم تتار العصر الحديث، لافتا إلى أن مصر ستكون العتبة التي سيسحقون عليها كما حدث مع التتار. وأضاف "القاسمي" في تصريح خاص ل"صدى البلد" إن أوجه شبه عديدة بين أفراد التنظيم الحالي وأجدادهم من الخوارج ، و أبرزها استخدام الأساليب القاسية في الحكم على الناس و تطبيق أحكام الشريعة بقسوة و عنف يؤدي إلى إزهاق الأرواح و ربما استباحة النساء. وأكد أن الحل المسلح وحده لا يكفي، نافيا أن يكون التاريخ قد تعمل مع الإرهاب بهذه الآلية منفردة. وأشار إلى أن خليفة المسلمين عمر بن عبد العزيز، تعامل مع مجموعة كبيرة من الخوارج بالحرب العقائدية، فأرهبهم بالقوات العسكرية وبعث بجيشه ليحاصر الخوارج وأمرهم أن لا يبدأوا بالقتال و أن يرسلوا إلى زعيم الخوارج ليتعرفوا إلى فكره، و جلس الخليفة معهم بنفسه و قاتلهم فكريا الحجة بالحجة و البرهان بالبرهان، حتى عجزوا عن تقديم الحجج و استسلم عدد كبير منهم و رجعوا عن أفكارهم و انضموا إلى جيش الخليفة. وأوضح "القاسمي"، إن الحرب العقائدية تنقظ ما يمكن إنقاذه من العناصر التي غسلت أدمغتها، حتى إذا ما تبقى نفر قليل تمت إبادتهم عسكريا تماما دون قلق. وأضاف: كما أن الحرب العقائدية إلى جانب المواجهة المسلحة تضمن وقف التوسع في نشر الأفكار التكفيرية، وهو ما يصل بنا لتجفيف المنابع. وقال إن العالم يجب أن لا يتحالف عسكريا فقط للقضاء على خطر داعش، بل يجب أن يكون هناك تحالفا دوليا يحارب عقيدة التكفير، وهي الحرب التي نجح عمر ابن عبد العزيز في اجتيازها مع عدد كبير من إرهابيون ذلك العهد. وأكد إن خطر داعش يهدد العالم بالاستمرار لعقود، خاصة و أنه يمتتلك مقومات لم يمتلكها أسلافه، حيث تسانده دولة كبرى مثل تركيا، و يمتلك سلاحا متطورا و يتعاون مع أجهزة مخابرات قوية.