قال الدكتور عطية القوصي، أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة القاهرة: إن حركات إرهابية شبيهة بتنظيم داعش الإرهابي ظهرت على مدار التاريخ الإسلامي، وكان يتم القضاء عليها "عسكريا"، ولم يكن هناك خيار آخر. وأوضح أن الدولة العباسية تحديدا خرجت عليها حركات لا دينية قديمة تعتنق الفكر "المجوسي"، وأبرزها حركات "المقنعية"، الروندية"، "المجوسية"، وكلها اعتنقت أفكارا فارسية قديمة حاولوا تعميمها من خلال محاولات الانقلاب على الدولة العباسية. وأضاف "القوصي" - في تصريحات خاصة ل"صدى البلد" - إن حركة الخوارج كانت أبرز حركات الإرهاب التي أجهدت الأنظمة كثيرا حتى تم تفكيكها، وتبعثرت فلولها في أماكن بعيدة عن عاصمة الخلافة - "بغداد" آنذاك - وتم القضاء عليها عسكريا، وكان أبرزها في إقليم المغرب العربي، وتم القضاء عليها بما لدي الدولة من طاقة عسكرية، وهو ما كان يحدث في كل إقليم تظهر فيه فلول الخوارج. وتابع: كما كان "العلويون" أحد الحركات التي خرجت على الدولة الأموية والعباسية، وثارت عليها معتنقة الفكر الشيعي، إلا أنهم من النماذج القليلة التي نجحت في إقامة دولة بالفعل، وكانت الدولة الفاطمية التي امتدت إلى مصر حتى قضى عليها القائد "السني" صلاح الدين الأيوبي عسكريا، وأعادها دولة سنية. وأكد "القوصي"، أن جميع الحركات الإرهابية التي سبقت "داعش" عبر التاريخ الإسلامي، كانت تسعى للسيطرة على الحكم السياسي، وكانت تدخل إلى هذا الهدف من بوابة المعتقد الديني سواء شيعيا او سنيا أو حتى مجوسيا.