يوم 4 نوفمبر ...."يوم عيد الحب المصرى"، فكرة مصرية خالصة للتعبير عن الحب ، أطلق مبادرتها الكاتب الصحفى مصطفى أمين ، وأخذ على عاتقه الدعوة إليه ليكون مناسبة يراجع فيها كل إنسان حساباته مع نفسه، ومع كل من حوله . واليوم فى ظل ما تشهده مصر من عمليات إرهابية ومواجهات مع الجيل الرابع من الحروب تحتاج الفكرة إلى انطلاقة جديدة ، ليكون يوم عيد الحب المصري حدثا مهما وشيئا استثنائيا يتواكب مع ظروف المرحلة ، وليكن احتفال هذا العام موجها بشكل خاص نحو "حب الوطن" ، والعمل على بنائه ونهضته ووحدته ، وليكن عيد الحب هذا العام بطعم الحرية والعطاء والإيثار . وليكن اليوم بكاملة يوم فى حب مصر ، وفرصة ومناسبة لكل مصرى للتعبير عن حبه لوطنه بالامتناع عن القيام بأى عمل سلبى ، بالانتظام فى الدراسة واحترام تقاليد العملية التعليمية والعمل والعطاء والاجتهاد فى العمل، وعدم إلقاء القمامة ، والتسامح مع المسئ والامتناع عن السباب ، أو نقدها على النت فى المدونات والمنتديات والمواقع الإخبارية، وبث الرسائل عبر الفيسبوك وأدوات التواصل الاجتماعى فى حب مصر وليكن الشهداء الذين جادوا بأرواحهم ودمائهم للحفاظ على الثورة والأرض والوطن والأمن القومي ولصون مقدرات الوطن قدوة للآخرين فى حب الوطن ، وحافزا على بذل المزيد من العطاء وزيادة الإدراك والوعى بخطورة المرحلة التى نمر بها والتى تتطلب شبابا متيقظا واعيا ليكون المداد الذى سيسجل به التاريخ النصر فى معركة التنمية والبناء . رهان الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى على الشعب المصرى هو راهن على أغلى ثروة فى مصر على شعبها ، ورهان على حب المصريين لوطنهم ، هذا الرهان المتجدد فى كافة المناسبات رهان رابح ، والاستجابة لدعوات الرئيس بالنزول فى 30 يونيو ، 3 يوليو ، وفى الاستحقاق الأول والثانى من خارطة المستقبل ، وفى المساهمة والاكتتاب فى مشروع قناة السويس الجديدة عكس بصورة واضحة حب أبناء مصر لوطنهم ، حبهم جميعا إلا قليل ، قليل تسرب اليأس إلى نفسه فانزوى عن المشاركة بأية صورة ، وقليل انحاز إلى أفكار متطرفة بثتها جماعة حاولت سرقة مصر على مدى عام ، وقليل خان الوطن وتحالف مع الشيطان من أجل حفنة دولارات . وبالأمس حملت كلمات السيسي فى حث الشعب المصري للاصطفاف خلف الوطن وعلى قلب رجل واحد لمكافحة الإرهاب ودفع عملية التنمية الشاملة على جميع محاورها كل معانى حب الوطن ، ودعوته الشباب إلى المشاركة بفاعلية والاضطلاع بدور في تحديث وتطوير جميع المرافق الحيوية من مدارس ومستشفيات، لا سيما من يجدون في أنفسهم القدرة على أداء هذه المهمة النبيلة تترجم إيمانه بدور الشباب فى صناعة المستقبل . حب الوطن أفعال وليس أقوال ، فهو من الأمور الفطرية التي جبل الإنسان عليها ، وهو غريزة في الإنسان تخالط دمه وينبض بها وجدانه، وذكريات تجول في مخيلته ، وهو التفانى فى خدمته بعيدا عن الاختلافات ومنع الخلاف من أن يكبر ويصبح اختلافا ، فالوطن هو المكان الذي ولدنا فيه ، وعشنا في كنفه، وكبرنا وترعرعنا على أرضه وتحت سمائه، وأكلنا من خيراته وشربنا من مياهه، وتنفسنا هواءه، واحتميت في أحضانه، فحب الوطن من الإيمان وما أجمل أن يكون للانسان وطن يستقر فيه ويعتز بالانتساب إليه ، وأن من الابتلاء أن يفقد الإنسان وطنه ويصبح مشردا. وسواء في عيد الحب أو فى سائر أيام العام وفى أية مناسبة أخرى لابد أن يكون هناك يقين على الحياة بالأمل والمشاعر الجميلة الموجودة فى النفوس البشرية السوية ، فلا تختزل فى وردة حمراء ودبدوب وقطعة شيكولاتة على شكل قلب ، ولكن فى مراجعة النفس والصالح ، وتبخيل الأم والأب ، حل أي خلاف حقيقي بين الناس وبهذا يتنشر الحب ويصبح ظاهرة محمودة فى المجتمع ضاربا الانفلات الأخلاقى الذى نعانى منه حاليا بالضربة القاضية .