رأى أستاذ التاريخ والعلاقات الدولية بجامعة بوسطنالأمريكية ، أندرو جيه باسيفيتش أن ثمة خيط يربط بين جميع العمليات العسكرية الأمريكية على مدى العشرين عاما الأخيرة: هو "التصميم على شراء النصر بأبخس الأثمان" ، وأن هذه الحروب لم تكن واضحة الأهداف بشكل تام. وأوضح باسيفيتش -في مقال نشرته صحيفة (لوس أنجلوس تايمز)- أن الاستراتيجية الأمريكية في كافة تلك الحروب كانت تقدم سؤال "ما أبخس الأثمان التي نحتاج دفعها للتعاطي مع الحرب" على سؤال "ماذا نحتاج لكي ننتصر". وضرب الكاتب مثلا على صحة رأيه بالحملة الجوية الراهنة على تنظيم "داعش" ، راصدا إعلان إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما استهدافها تدمير التهديد الجديد، دون أن تحشد القوات اللازمة لتحقيق هذا الهدف. وأنكر باسيفيتش على وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" تسمية الحملة الراهنة ب "عملية الإرادة الصلبة"، وقال إن الإسم الأكثر مناسبة للحملة هو "عملية الجهد الفاتر". وقال إن العملية الحربية تشبه عملية التسويق لمنتج جديد أو السباق للوصول لمنصب سياسي: حيث لا يثمر البخل وتوفير الجهد عن نتائج جيدة. وأعاد أستاذ التاريخ إلى الأذهان كيف تمخض الدفع بعدد صغير من الجنود الأمريكيين إلى العراق إبان اجتياحها عام 2003عن عجز فاضح عن إحكام السيطرة على البلد، وكيف خاب ظن إدارة الرئيس جورج بوش الابن وباتت الحرب العراقية ثاني أطول الحروب بعد الحرب الأفغانية، وأفدحها ثمنا في تاريخ الولاياتالمتحدةالأمريكية على الإطلاق. ونوّه باسيفيتش عن قيام أمريكا على مدار عقود عديدة باجتياح واحتلال والإغارة على عدد من الأماكن بالشرق الأوسط، الأمر الذي أسفر عن سقوط أعداد كبيرة من القتلى، كما أطاح بحكومات واستبدل بها غيرها. ونعى الكاتب على كل هذه الحروب أنها لم تكن واضحة الأهداف بشكل تام؛ إذ تراوحت الأهداف المعلنة بين تأمين إمدادات النفط العالمي ومكافحة الإرهاب إلى نشر قيم الحرية والديمقراطية ونعمائهما. وأكد باسيفيتش أنه أيا كان الهدف الحقيقي من الأعمال الأمريكية فإن الأمر الواضح وضوح الشمس هو أن يوم تحقيق هذا الهدف الضخم ليس قريبا، بل ويمكن القول في ضوء سطوع نجم "الدواعش" أن هذا اليوم لا يزال بعيدا. واختتم الكاتب بالتساؤل "هل يستحق إحراز النصر بذل الغالي والثمين من أرواح وأموال؟" وقال باسيفيتش "إذا كان الجواب "نعم"، فلا معنى إذن لادخار أي جهد في سبيل هذا النصر.. وإذا كان الجواب "لا" فإن الاستمرار في مسارنا الراهن يعتبر عملا غبيا وغير أخلاقي بل وخيانة لهؤلاء الذين تم إرسالهم للقتال في حرب لا أمل في إحراز انتصار فيها.. إذا لم يكن لدينا استعداد للذهاب بكامل استعداداتنا، فالأفضل أن نعود أدراجنا إلى بلادنا".