هل رأيت عقلك عندما تشرب نفسا من الماريجوانا قطعة المخدرات الأكثر شهرة وتداولا في العالم رغم حظر معظم الدول قانونا استخدامها وبيعها أو الترويج لها؟. عرضت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية صورة لدماغ الإنسان عندما يكون منتشيا تحت تأثير مخدر "الماريجوانا". المادة الرمادية التي تراها تدعى "النواة المتكئة" وهي مركز السرور في الدماغ على شكل الجوز، تتوهج مثل للهب عندما تتعاطى الماريجوانا، إضافة إلى زيادة ملحوظة في الكثافة. يتوقع جودي جيلمان، طبيب الإدمان في مركز هارفارد بمستشفى ماساتشوستس العام، أن هذا التغير في الدماغ نتيجة للتعرض للماريجوانا، ويشير إلى تغيير نظام "المثوبة" في العقل ويجعل سلوكك في طلب دائم للمخدرات التي تتعاطاها. هذا التغير يحدث في جهاز "المثوبة reward" وهو مكون من خلايا عصبية neurons متطورة تشعرنا بالسعادة والانتشاء بعد الأكل أو ممارسة الجنس، وهي غريزتان نحتاج إليها لاستمرار الحياة. ويرى المقال الذي كتبه أبيجيل سوليفان أن استخدام الماريجوانا بشكل معتدل من قبل البالخين الأصحاء تحمل مخاطر قليلة، وثمة فوائد طبية محتملة بما في ذلك تخفيف الغثيان والألم، ولكن مع تطور الدماغ في منتصف العشرينات يتعرض الشباب الذين يدخنون في وقت مبكر لمشاكل متعلقة بالتعليم والصحة العقلية. ويرى الدكتور فولكو نورا مدير المعهد الوطني لتعاطي المخدرات أن تناول الماريجوانا بشكل كبير يؤدي إلى جنون العظمة والذهان. ويرى طبيب آخر أن الحصول على أعلى مستوى من المتعة يسرع معدلات الإدمان. وعرضت الصحيفة دراسة في جامعة هارفارد نورث وسترن نشرت في عدد إبريل من مجلة علم الأعصاب توصلت في النهاية إلى أن الماريجوانا تحدث تشوهات في شكل وكثافة وحجم النواة المتكئة، والتي تعتبر جوهر الدافع واللذلة والألم وكل القرارات التي تتخذها.