قال خبير عسكري بارز بوزارة الدفاع اليمنية إن الحكومة اليمنية وكل أجهزتها الأمنية والعسكرية والاستخباراتية تتعامل بارتباك واضح مع تمدد تنظيم القاعدة السريع في كل مدن اليمن شمالا وشرقا وجنوبا. وأوضح المسئول، الذى رفض ذكر اسمه، أن الدولة لا تملك رؤية إستراتيجية لمواجهة خطر تنظيم القاعدة الذي أثبت مقدرة عالية على إدارة اللعبة مع الحكومة وبوسائل تظهر الإمكانيات غير المحدودة التي يملكها التنظيم. وأكد الخبير العسكري لصحيفة "الشرق" السعودية أن الضربات الأمريكية من الجو على أهداف للتنظيم أو الاستهداف من البوارج الأمريكية لن يكون له تأثير كبير على نشاط التنظيم، وأغلب ضحاياها من المدنيين، لأن التنظيم أصبح يتحرك بين الناس ووسط المدن مما يجعل عملية ملاحقته من الجو والبحر عملية غير مجدية. ودعا الخبير العسكري، الحكومة اليمنية والمجتمع الدولي إلى تحرك سريع وحملة توعية شاملة للحد من نشاط التنظيم في المدن والمحافظات المستهدفة، محذرا من أن مدينة عدن أصبحت على وشك الخروج عن سيطرة الدولة، في حين مازالت الأجهزة الأمنية في المحافظة تدرس خيارات لمواجهة حركة تمرد مسلحة داخل أحيائها مما يجعل هذه الأجهزة غير قادرة على مواجهة أي تحرك للقاعدة التي قال إنها أصبحت على مشارف محافظة عدن من الجهة الشمالية وتحديدا من جهة محافظة لحج. كان تقرير حكومي قد كشف عن توسع نشاط القاعدة في عدد من المحافظات اليمنية خصوصا في محافظتي أبين والبيضاء، وارتفاع معدل أعمالها التخريبية في محافظة حضرموت، واتخاذ منطقة عزان في شبوة مركزا تدريبيا لعناصرها. وأشار التقرير الذي عرضه رئيس الحكومة محمد سالم باسندوة على البرلمان إلى ظهور خلايا نائمة للقاعدة في محافظات عدن وصنعاء ولحج، وأن الجهات المعنية بطيئة في تنفيذ العمليات العسكرية ضد خلايا التنظيم مما أسفر عن نوع مخيف للمشكلات الأمنية في محافظات اليمن.