أكد الدكتور كمال مغيث – خبير التعليم و الاستاذ بالمركز القومي للبحوث التربوية و التنمية في تصريحات خاصة لصدى البلد أن قرار إلغاء تدريس انجازات الرؤساء السابقين هو قرار خاطئ ومتعجل و ليس موضوعيا ولا علميا . جاء ذلك رداً على اعلان جمال العربي وزير التربية و التعليم أمام مجلس الشعب اليوم و الذي يتضمن حذف الباب الرابع من كتاب الدراسات الاجتماعية للصف السادس الابتدائى الذى يتحدث عن انجازات الرؤساء السابقين، و استبداله بتدريس مضمون مذكرة أخرى تسلم للتلاميذ بدلا منه. و أوضح مغيث: ان مقررات التاريخ من المفترض ان المسئول عن وضعها و اختيار مضمونها المناسب للتدريس لكل مرحلة دراسية و عمرية هم خبراء متخصصون في التاريخ و ليس من حق الوزارة و لا مجلس الشعب و لا أي جهة أن تتدخل فيما يراه هؤلاء الخبراء صحيحا . و اشار مغيث على أن فكرة إلغاء تدريس إنجازات الرؤساء من المناهج سيعني ان الوزارة تنوي تقديم معلومات تاريخية مشوهة و مختصرة تلغي الهدف من تدريس التاريخ نفسه. و أكد انه يجب على وزير التعليم ان يعي أن وزارته ليست هي المتحكمة الوحيدة فيما يدخل لعقول اولادنا من معلومات ، فهناك مصادر عديدة للمعلومات اهمها شبكة الانترنت و مواقع التواصل الاجتماعي التي من خلالها بدأ الشباب يتخلصون من جهلهم و سلبيتهم و يسقطون نظام مبارك . أما عبد الحفيظ طايل – مدير المركز المصري للحق في التعليم فصرح أن فكرة إلغاء تدريس إنجازات الرؤساء السابقين من اي منهج دراسي ليس هو الحل الصحيح الذي سيخلص الوزارة من الانتقادات التي وجهت لها مؤخرا بسبب تدريس إنجازات مبارك بعد الثورة . واوضح طايل، ان الطريقة المنطقية و التربوية في تدريس التاريخ في اي مرحلة دراسية، لابد ان تكون محايدة تماما تذكر لكل رئيس ما له و ما عليه دون اي انحياز ، و تشجع الطالب على ان يُعمل عقله و يكون رأيا معينا حول كل شخصية وفقا لما قرأه من وقائع غير مزيفة ، وهو ما لم يتوفر نهائيا في مناهج التاريخ التي تدرس في مصر طوال الثلاثين سنة الماضية ، حيث تضخم في الايجابيات و تهمل السلبيات . و اضاف: ان فكرة الالغاء التي قررها الوزير تعني ان الوزارة مازالت تفكرعلي نمط النظام القديم الذي كان يقوم على ( يا إما تدرسوا بطريقتنا يا إما بلاش) ، اي ان الوزارة لا تريد ان يكون رأيها قابلا للصواب و الخطأ . و أشار طايل إلى أنه إذا كان الوزيرقد اتخذ هذا القرار ليرضي البرلمان فهذا شئ متوقع لان الأغلبية ظلمت في العهد السابق وهي الان تحمل نوعا من العداء وهو ما يجعلها تسلك منهج الحزب الوطني المنحل في طريقة التفكير.