اكد الدكتور أحمد عبدالعال رئيس الإدارة المركزية لبحوث الأرصاد والمناخ بالهيئة العامة للأرصاد الجوية على أن متخذي القرار في مصر على علم جيد جدا بما يحدث من تغيرات مناخية وعلى اتصال دائم بالقيادات في هيئتي الأرصاد والبيئة بشأن هذا الموضوع..قائلا " إن الرئيس عبدالفتاح السيسي مهتم جدا بهذا الأمر كما أن كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ممثلا عن الدول العربية تظهر اهتمام الوطن العربي وخاصة مصر بالتغيرات المناخية". وأضاف عبدالعال – في تصريح له في عمان على هامش الاجتماع التشاوري حول إنشاء المنتدى العربي لتوقعات المناخ الذي عقدته اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) بالتعاون مع جامعة الدول العربية والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية وبدعم من الوكالة السويدية للتعاون الإنمائي الدولي الأسبوع الماضي في عمان –"نحن في مصر مستعدون لأية تغيرات مناخية قد تحدث ونستطيع مواجهتها بكل جدية وحزم". وشدد على ضرورة فهم الآثار المحتملة للتغير المناخي لأنها تنير الطريق أمام استراتيجيات وإجراءات التكيف معها بما يجنب الوصول إلى مستويات خطرة من تغير المناخ ، لافتا إلى أن اتجاهات الاحترار سادت على مصر منذ عام 1960 مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف عنها في فصل الشتاء كما ازداد تواتر الليالي الدافئة بين الأعوام 1960 إلى 2012 صاحبها انخفاض في تواتر الليالي الباردة. وأشار رئيس الإدارة المركزية لبحوث الأرصاد والمناخ بالهيئة العامة للأرصاد الجوية إلى أن متوسطات درجات الحرارة قد شهدت ارتفاعات بشكل عام في فصل الصيف على كافة أنحاء البلاد نتيجة لتأثير الممارسات البشرية على المناخ ، مما تسبب في حدوث زيادة في تواتر درجات الحرارة الصيفية الدافئة ، وانخفاض تواتر درجات الحرارة الصيفية الباردة. وعن سيول يناير 2010..أفاد عبدالعال بأن الأمطار الغزيرة التي تجاوزت شدتها 80 ملم/ يوم خلال هذا الشهر أدت إلى أسوأ سيول عارمة تضرب مصر منذ عام 1994 وقد أضرت السيول بشبه جزيرة سيناء وساحل البحر الأحمر ومحافظة أسوان في صعيد مصر وخلفت وراءها 15 قتيلا وشردت المئات وتم إجلاء ما يقرب من 3500 شخص وقدرت الخسائر المادية بنحو 3ر25 مليون دولار أمريكي. وردا على ما تردد عن أن دلتا النيل تواجه أزمة كبيرة نظرا للتهديد الذى يمثله ارتفاع مستوى مياه البحر المتوسط ؟ أجاب عبدالعال بأن هذا الكلام عار تماما عن الصحة ، قائلا "إن هذا الكلام غير واقعي ولقد قمت بالرد عليه ببحث علمي وليس بالكلام بعنوان (تأثير التغيرات المناخية على مستوى سطح البحر على شاطيء الإسكندرية) بينت فيه أن الارتفاع أمام سواحل الإسكندرية كان خلال 100 سنة (3ر11 سم) فقط أي أنه بسيط جدا ويفترض أن من يتحدث أو يتطرق إلى هذا الأمر يكون من خلال الأبحاث وليس بالكلام". وأشار إلى أن هناك أماكن أخرى منخفضة جدا في هولندا قياسا بمصر والمفروض أن تكون قد انتهت إلا أن ذلك لم يحدث..موضحا أن ما يحدث هو تآكل للشواطيء وهذا على مستوى العالم كله والهندسة البحرية المصرية تعمل حساب ذلك وتضع عوائق للتآكل. وبدوره..قال الدكتور أشرف زكي مدير عام البحث العلمى بالأرصاد الجوية – للوكالة – إن مصر مشتركة في أكثر من منتدى للتغيرات المناخية منها الخاص بدول المتوسط وشمال أفريقيا ودول شرق جنوب أوروبا كما أن مجموعات العمل المختلفة في الهيئة العامة للأرصاد الجوية تمارس عملها بالنسبة للتغيرات الفصلية. وفيما يتعلق بإنشاء المنتدى العربي لتوقعات المناخ..أعرب زكي عن تمنياته في أن يكون هناك شيء عربي مشترك ويوفق بالنجاح ، موضحا أن التغيرات المناخية يتم التنبؤ بها من خلال منظومة من النماذج الإحصائية والعددية أو الديناميكية يتم تزويدها ببيانات قديمة ومستقبلية يتم الحصول عليها من خلال نماذج أكبر على مستوى الكون. وحول ظاهرة الاحتباس الاحتراري..قال مدير عام البحث العلمى بالأرصاد الجوية إن ما تنتجه منطقة شمال أفريقيا من غازات الاحتباس الاحتراري تعد أقل بكثير من الدول الصناعية الكبرى ، معربا عن اعتقاده بأن أفريقيا كلها تنتج أقل من الخمس من غازات الاحتباس الحراري في العالم ، لافتا إلى أن معالجة هذا الموضوع تشوبها مشاكل سياسية واقتصادية خصوصا من قبل الدول الصناعية الكبرى.