فرضت السلطات الجزائرية حراسة أمنية مشددة فى محيط كنيسة "سيدة الأطلس" فى منطقة تيبحيرين أعالى ولاية المدية مع وصول الوفد القضائى الفرنسى فى مسعاه لاستخراج رفات الرهبان السبعة من أماكن دفنهم في حديقة الكنيسة وذلك فى إطار إجراءات إعادة التحقيق فى قضية الاغتيال التى أعلنت الجبهة الإسلامية للإنقاذ فى بيان لها من توقيع أميرها جمال زيتونى بتاريخ 21 مايو 1996 مسئوليتها عن الحادث . وكان مارك تريفيديك قاضى التحقيق الفرنسى المكلف بالتحقيق فى قضية رهبان تبحيريين الفرنسيين السبعة قد وصل إلى الجزائر أمس لاستكمال التحقيق فى قضية اغتيال رهبان تيبحيرين واستخراج جثثهم وتشريحها وذلك بعد أن وافقت السلطات الجزائرية فى الشهر الماضى على قيام القاضى تريفيديك وزميلته ناتالى بو باستخراج جثث الرهبان السبعة الذين اختطفوا وقتلوا عام 1996 فى منطقة تيبحيرين شرق الجزائر العاصمة . يذكر انه تم تأجيل زيارة القاضى الفرنسى مرتين هذا العام قبل أن يعلن وزير العدل الجزائرى الطيب اللوح ان السلطات القضائية الجزائرية أعطت الضوء الأخضر للقاضى كى يأتى إلى الجزائر لاستكمال التحقيقات وهى خطوة اشاد بها القاضى الفرنسى مؤكدا انها تثبت أن بإمكان فرنساوالجزائر أن تتعاونا قضائيا فى قضية ذات درجة كبيرة من الحساسية . وكان سبعة رهبان قد قتلوا فى تيبحيرين قرب مدينة المدية شرق الجزائر العاصمة فى 1996 حيث لاتزال التحقيقات جارية للوقوف على ملابسات مقتلهم .. ورغم تبنى الجماعة الإسلامية المسلحة الجزائرية هذه العملية آنذاك، إلا أن القاضى تريفيديك يشكك فى ذلك حيث يميل التحقيق القضائى الفرنسى إلى فرضية أخرى مفادها بأن الجيش الجزائرى هو الذى قتل عن طريق الخطأ الرهبان السبعة ثم قطع رؤوسهم لتوريط الإسلاميين فى عملية القتل . وبعد الانتهاء من عملية فحص الرفات، سيتم مقارنة نتائج الفحوصات مع الشهادات العديدة التى أدلى بها الشهود لمعرفة ما إذا كانت عملية قطع رؤوس الرهبان تمت بعد وفاتهم أو قبل ذلك .