أكد "يوسف مخيمر" رئيس هيئة المرابطين في القدس أن اتفاق "أوسلو" قد قسم المناطق الفلسطينية تقسيما مؤقتا لحين التسوية الدائمة لمناطق "إيه" و"بي" و"سي".. وقال "مخيمر" لبرنامج "صباح الخير يا قدس" في تلفزيون فلسطين صباح اليوم (الجمعة) إن مناطق "سي" تمثل 60% من مساحة الضفة الغربية إذا كانت مساحة فلسطين الشاملة 27 ألف كيلومتر مربع فإن مساحة الضفة الغربية تقدر بنحو 6 آلاف كيلومتر مربع حيث تشكل 60% من هذه المساحة والتي يسيطر الإسرائيليون على معظمها وحيث يقيم عليها المستوطنون على معظم أراضيها حيث يوجد الآن وللأسف الشديد اغلبية يهودية في مناطق "سي" والذي يقطنها ما يزيد عن 500 ألف مستوطن إسرائيلي معظمهم قد أتوا بعد اتفاق "أوسلو". وأوضح "مخيمر" أن الإسرائيليين لحظة توقيعهم على اتفاقية "أوسلو" اتخذوا عشية ذلك كافة الإجراءات التي تهدم وتحبط هذا الاتفاق والحقوق الوطنية المشروعة لشعب فلسطين. وردا على سؤال حول من المسئول عن متابعة شئون البدو والقاطنين هناك والذين يمتلكون مضارب منذ مئات السنوات وما هو دور هيئة المرابطين في القدس إزاء هذه القضية، أجاب "مخيمر" أن هؤلاء البدو يحرمون من حقهم في الحياة ليسطوا الإسرائيليون على حقهم في التعليم والصحة والسكن والتنقل والتمتع بمصادر المياه حتى الحقوق الوطنية حيث يقومون بترحيلهم من أراضيهم. وأشار إلى أن المخطط الذي يتم الحديث عنه اليوم هو مخطط ترحيل البدو البالغ عددهم نحو 20 الف شخص وذلك وفقا لإحصاءات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة (أوتشا) وبالتالي ترحيل هؤلاء البدو الذين يقيمون على مساحة 50 كيلومتر مربع إلى منطقة "نويعمة" الواقعة شمال غرب مدينة "أريحا" حيث قام الإسرائيليون بإعلان هذا المخطط واعطائهم 60 يوما من الاعتراض عليه ومع الأسف مر 30 يوما ولا يوجد رد فعل يتناسب مع هذا الامر ولا يوجد إجراءات ضد الاحتلال . واكد على أن هيئة المرابطين في القدس تتابع عن كثب قضية البدو وذلك منذ ستة أعوام وهناك تواصل معهم ونخصهم بما يتاح لها من أنواع الدعم المالي والمعنوي وتقدم لهم الاستشارات القانونية واقترحت عليهم محامين. وقال "مخيمر" "إننا قمنا بالاتصال بجميع السفراء والممثلين لدى السلطة الفلسطينية ومعظمهم قاموا بتلبية الدعوة وزيارة البدو حيث قام أول امس القنصلين البريطاني والفرنسي بزيارة مضارب البدو واعربا عن احتجاجهم على هذا الامر كما قام زار منذ اكثر من أسبوعين ممثل عن مؤسسة "كارتر" للسلام وقاموا بتسجيل احتجاجهم على ما اسماه ب "التطهير العرقي" القاسي في حق البدو. وأوضح أن قضية البدو تمثل ضربة قاسمة لحل الدولتين حيث يتم احباط هذا التوسع الجغرافي للدولة وهذا هو المغزى الجغرافي للتوسع الديمغرافي لأبناء الشعب الفلسطيني حيث إذا اردنا ان ننشأ مناطق صناعية ان يكون النمو للدولة الفلسطينية كما يمثل هذا المكان حلقة الوصل بين شمال وجنوب الضفة الغربية وبين شرقها وغربها والمربع القائم بين القدس و"أريحا" و"بيت لحم" جنوبا و"رام الله" شمالا ويتم السطو على هذا الامر. وأضاف أنه في منطقة "سي" يسكن 200 الف مواطن مقابل 500 الف مستوطن إسرائيلي وفي هذه المنطقة يسيطر الإسرائيليون على 95% من المنطقة الممنوع البناء عليها وفي هذه المنطقة أيضا لا يوجد اغلبية فلسطينية وسجلت هذه الأراضي على انها تم مصادرتها بموجب أوامر عسكرية "طارئة" او "مؤقتة" .. مشيرا إلى أن المستوطنات الإسرائيلية تسيطر على 85% من مساحة منطقة "سي" . وفيما يتعلق بمنطقة "إيه 1"، اكد "مخيمر" أن هذه المنطقة تمتد شرق الريف المقدسي شرق "حزما" وشرق "عناتا" وشرق "العيزرية" وشرق "الطور" وشرق "السواحل" .. ملمحا إلى قساوة وبشاعة هذا الاحتلال الذي صادر أراضي "عناتا" ويوجد بها امتداد لمنطقة "سي" ويبلغ مساحة قرية "عناتا" 31 ألف دونم وقام الإسرائيليون بمصادر 30 ألف دونم ولم يبقى لأهل "عناتا" سوى 950 دونم ويوجهون كل فترة اخطارات بالهدم داخل المنطقة التي بقيت لأهل "عناتا" . وقال إن الإسرائيليين قاموا باستثمار نصف مليار شيكل من اجل تطوير البنية التحتية بينها طرق وصرف صحي ومياه وشبكات كهرباء لمناطق "إيه 1" وذلك لتكون جاهزة لاستيعاب البناء الاستيطاني. واكد "مخيمر" أننا في حاجة إلى تحالف عربي إنساني دولي ضد ما اسماه بداعش إسرائيل .. ملمحا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" هو من يقود تنظيم الدولة اليهودية. وفي ختام حديثه، وجه "مخيمر" دعوة عامة للمشاركة في الاعتصام التضامني مع البدو وضد هذه المخططات الإسرائيلية وذلك يوم الاربعاء القادم في تمام الساعة العاشرة صباحا امام مقر ممثلية الرباعية الدولية والذي تنظمها هيئة المرابطين في القدس. ووجه تحية لعشائر البدو الذين يقيمون فوق هذه الأرض.. موضحا أن "فهم من يستحقون الفخر وهم باصرارهم وعنادهم ستقوم باذن الله الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".
