طالب أصحاب الحوالات الصفراء بصرف فوائدها التي انتظروها لأكثر من 22 عاماً، وعبروا عن استيائهم من تجاهل الحكومة المصرية حقوقهم في قيمة الفوائد المستحقة لهم والتي تبلغ 592 مليونًا بما يعادل 3.5 مليار جنيه، وهو ما يفوق قيمة الحوالات نفسها، وطالب العمال بأن يكون الصرف عن طريق وزارة القوى العاملة والهجرة كما تم مع أصحاب تعويضات حرب الخليج. وأكد المتضررون أنهم انتظروا لمدة 22 عاما دون تعويض، خاصة أن ما سيصرفونه هو حقوقهم وأموالهم، واتهموا الحكومة بالتقصير في حقوق العمالة المصرية وطالبوها بصرف الفوائد لهم، خاصة أنها من تنازلت عنها للعراق دون أخذ رأي أصحابها الحقيقيين، وقد تجمعوا صباح أمس، السبت، أمام بنك الرافدين بالدقي للتعرف على أماكن ومواعيد الصرف الخاصة. وقد التقى "صدى البلد" عددًا من أصحاب الحوالات، وأكد عم أحمد حسين وهبة، 54 عاماً، نقاش، يستحق له 1500 دولار، أنه ظل ينتظر هذه الحوالة لأكثر من 22 عاما وكان على أمل صرفها بالفائدة، وأضاف أنه يعاني من أمراض مزمنة يصرف عليها دواءً شهرياً بقيمة 700 جنيه ومن الظلم أن ينتظر كل تلك الفترة دون صرف حوالاته بفوائدها، واتهم الحكومة بالتقصير في استرداد حقوقهم من فوائد المبالغ. فيما قال سيد عبد السلام، 61 عاماً، عاطل منذ عام، إنه تعود على الذهاب إلى بنك الرافدين كلما سمع أخباراً عن صرف الحوالات الصفراء على مدار 22 عاماً، وأضاف أنه يمر بظروف اقتصادية صعبة ويأمل في صرف الحوالة في أسرع وقت حتى تعينه على مصاعب الحياة. ويقول أشرف محمد فاروق إنه اشترى حوالات بقيمة 1540 دولارا من مصريين مقيمين بالعراق وبتوكيلات رسمية وذلك عام 89 وحتى الآن لم يصرف أي حوالة منها ولم يبلغه أحد بحقه في الصرف، وأضاف: "خايف أكون اشتريت سمك في ميه". فيما أكد رفعت هاشم مرسي، 60 عاماً، يعمل مبيض محارة، وتبلغ قيمة حوالته 60 دولارا، أنه ينتظر الحوالة منذ عدة سنوات وعندما علم بقدومها ذهب لبنك الإسكندرية المقرر له الصرف من خلاله إلا أنه تم تحويله على بنك الرافدين الذي حوله مرة أخرى على بنك الإسكندرية، وأضاف أنه شعر بسوء المعاملة، موضحاً أن هذه الأموال هى حقوق أصيلة لهم ولا بد من حسن معاملتهم. وطالب حسن سعد، 59 عاما، فلاح، وتبلغ قيمة حوالته 670 دولارا، بأن يكون الصرف من خلال وزارة القوى العاملة والهجرة مثلما تم في تعويضات حرب الخليج، خاصة أن قاعدة البيانات الخاصة بهم موجودة لدى الوزارة، فيما قال محمد عدلي إنه يتمنى صرف الحواله حتى يتمكن من مساعدة والدته في السفر لأداء العمرة. وكان من ضمن الحاضرين لصرف الحوالات الحاجة سيدة بيومي محمد أتت من كفر الشيخ، 63 عاما، ربة منزل، وقد جاءت لتسأل عن معاش زوجها الذي توفى في العراق عام 84 وظلت تتلقى معاشه حتى عام 90 ثم انقطع المعاش الذي يبلغ 150 دولارا شهرياً وليس لديها مصدر دخل آخر، وطالبت بصرف المعاش بأثر رجعي بإجمالي المدة، موضحة أنها خاطبت وزارة الخارجية أكثر من مرة ولم تتلق رداً يعيد إليها حقها على مدار السنوات السابقة.