ذكرت صحيفة النهار اللبنانية اليوم أن مفاوضات الوسيط القطري في أزمة العسكريين اللبنانيين المختطفين تتركز حاليا مع تنظيم داعش. ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة أن تنظيم داعش كان قد ارسل في السابق لائحة ب 45 سجيناً بينهم جمعة ونعيم عباس ودفتردار لمبادلتهم بالعسكريين المختطفين". وأشارت الصحيفة إلى أن وزير الداخلية والبلديات اللبناني نهاد المشنوف كشف أن الموفد القطري بدأ مرحلته الاولى في التفاوض مع الجهة المتمثلة ب"الدولة الاسلامية "داعش" وليس "النصرة"، ويأتي ذلك بعد نفي الأخيرة أن تكون تعهدت لأي جهة بالحفاظ على حياة العسكريين، كرد على ما نقل عن الموفد القطري حصوله على تعهد بعدم قتل أي عسكري، فضلاً عن اعلان "علماء القلمون" خلال اجتماع مع علماء عرسال حصولهم على تعهد بالحفاظ على حياة العسكريين. وتساءلت الصحيفة هل خرجت "النصرة" عن المسار بعد مغادرة أبي مالك؟ وعلقت المصادر المعنية قائلة إن: "المشكلة أن الجهات الخاطفة "كل يوم بعقل" ومن الواضح أن مرور الوقت رفع حجم المطالب". وتحدثت هذه المصادر عن شروط متفاوتة ما بين جبهة " النصرة " وتنظيم " الدولة الاسلامية" يطرحها الخاطفون تتجاوز إطلاق الموقوفين السوريين من قبل الجيش اللبناني بعد معارك عرسال وفي معظم المناطق، أو وقف الإجراءات بحق مخيمات النازحين السوريين، أو الإفراج عن سجناء في سجن رومية، وتتركز على عدم اقفال المعابر التي تربط عرسال بجرودها، وضمان ممر انساني امن للمسلحين لزيارة عائلاتهم في عرسال، وعدم نقل مخيمات اللاجئين الى خارج البلدة، وعدم قطع الامدادات الحياتية الضرورية عن الجرود. واعتبرت المصادر المتابعة ان المطالب المطروحة تأتي ردا على كلام قائد اللبناني الجيش العماد جان قهوجي الذي اعتبر ان قدوم فصل الشتاء يصب في مصلحة لبنان والتضييق على المسلحين في الجرود الذين ستنقطع عنهم الحاجات الضرورية، وردا ايضا على اقتراح وزير الداخلية نهاد المشنوق لنقل المخيمات من عرسال الى خارجها، وهو الاقتراح الذي جوبه بمعارضة قوى 8 اذار وخصوصا " التيار الوطني الحر. ولفتت المصادر إلى أن "علماء القلمون الذين هم عبارة عن مشايخ وسطيين يقطنون مع عائلاتهم في عرسال ومنهم في المخيمات، حصلوا فقط على تعهد من "الدولة الاسلامية" بعدم قتل العسكريين عبر شيخ لبناني ولم يحصلوا عليه من "النصرة"، وترجح أن يعود السبب إلى صعوبة الوصول إلى أبي مالك الشامي "الذي ترك جرود عرسال وبات في عمق القلمون لقيادة المعارك هناك". وأعربت المصادر: عن خشيتها أن يكون قد استلم الملف القائد العسكري ل"النصرة" في القلمون ويدعى الأحوازي، فمعروف أنه دموي وعنيف"، مرجحة أن "تكون عملية قتل الجندي محمود حمية قد تمت في غياب أبي مالك، لأن علماء القلمون وعندما التقوا أبي مالك سابقاً أعطاهم الضمانة بالحفاظ على حياة الجميع". وقالت النهار إن الموفد القطري يقود خط التفاوض الوحيد، بعدما انسحبت "هيئة العلماء المسلمين" من العملية. وفي شكل عام يسيطر الجو الايجابي على سير المفاوضات، خصوصاً بعد تصريحات المسؤولين الاخيرة أكان باعلان الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله الموافقة على التفاوض أو دعوة النائب وليد جنبلاط إلى المقايضة التي وافق عليها المشنوق لكن وفق "القوانين ". وأشارت الصحيفة إلى أن الطريق من الجرود نحو عرسال أغلقت، وبات الامداد شبه مقطوع عن هؤلاء، واقترب فصل الشتاء، فهل تبدأ معركة جديدة بحثاً عن "الطعام والدفء" أم سيسبق ذلك الافراج عن العسكريين خصوصاً أن قائد الجيش جان قهوجي وبخلاف عادته أطل عبر الاعلام وتوقع حصول معركة جديدة في جرود عرسال، فضلاً عن توجيه الانظار إلى طرابلس بكشفه عن ملاحقة "خلية ارهابية".