أبدى مسئولون لبنانيون تفاؤلا حذرا بإمكانية حل أزمة العسكريين من الجيش والأمن اللبنانيين المختطفين بعرسال.. بعد إطلاق سراح جندى لبناني الليلة الماضية عن طريق وساطة قطرية وبالتعاون مع الأمن العامل اللبناني. وقال رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام في تصريح لجريدة "السفير" اللبنانية إن التفاوض بدأ يسلك مجراه، مؤكدا على سرية عملية التفاوض. وعلق سلام على الاشتباكات التي وقعت بين الجيش اللبناني وأهالي المختطفين لفتح أحد الطرق التي أغلقوها.. قائلا: إذا أراد الأهالي والقوى السياسية إخضاعنا لهذا الإرهاب فلن تنتهي مشكلة العسكريين، وسيتحول العسكريون الأبطال إلى سلع رخيصة في بازار المزايدات والخلافات والترهيب. واعتبر انه من المأساوي أن يتحول الخاطفون إلى ضمانة للأهالي وتصبح الدولة هي المتهمة والقاتلة فتشنّ عليها الحملات، تحت وطأة تهديد الخاطفين بقتل الرهائن. وأكد سلام "ان الحكومة تفاوض بسرية تامة ولا يجوز في تفاوض حساس ودقيق كهذا أن يعلم العالم كله بتفاصيله، وان يتحول الى بازار بين مقايضة من هنا او قمع من هناك او حسم من هنالك". وقال: هناك آلية طويلة ستأخذ مجراها في التفاوض، والجانب التركي وعدنا بعد لقائي مع الرئيس رجب طيب اردوغان ببذل الجهود، وكذلك الجانب القطري، وقد وصل المفاوض القطري الى لبنان منذ يومين، كما باشر المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم تحركه. كما أكد المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم ل"السفير" إن إطلاق سراح العسكري "هي بداية وضع الملف على السكة الصحيحة، على أن يلي ذلك ما يليه". وذكرت الصحيفة أن جهود الوسيط القطري الموجود في لبنان، أثمرت ليل أمس، بالتعاون مع الأمن العام، عن الإفراج عن المعاون أول في الجيش كمال الحجيري الذي كانت قد اختطفته "جبهة النصرة" منذ قرابة أسبوعين في جرود بلدة عرسال.(الجرود هو المناطق النائية الجرداء التابعة للبلدة). من جانبه لفت مصدر لبناني مطلع في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط إلى أن الجندي المطلق سراحه هو قريب للشيخ مصطفى الحجيري الملقب بأبو طاقية وهو أحد قيادات الجماعات الإسلامية في عرسال المقرب إلى المسلحين ، وأن الحجيري تعرض لضغوط كبيرة من عائلته في هذا الصدد ، معتبرا أنه لا يجوز المساواة بين حالة هذا الجندي وبين باقي الجنود المختطفين.